شرح الأصول الخمسة،

أحمد بن الحسين مانكديم (المتوفى: 420 هـ)

الصراط:

صفحة 499 - الجزء 1

  هذه الطاعات التي من تمسك بها نجا وأفضى إلى الجنة، والأدلة الدالة على المعاصي التي من ركبها هلك واستحق من اللّه تعالى النار.

  وذلك مما لا وجه له، لأن فيه حملا لكلام اللّه تعالى على ما ليس يقتضيه ظاهره، وقد كررنا القول في أن كلام اللّه تعالى مهما أمكن حمله على حقيقته، فذلك هو الواجب دون أن يصرف عنه إلى المجاز.

  وعلى أنا لا نعرف من الأصحاب من ذكر ذلك إلا شيئا يحكى عن عباد، أن الصراط إنما هو الأدلة الدالة على وجوب هذه الواجبات والتمسك بها، وقبح هذه المقبحات والاجتناب منها، والفائدة في أن جعل اللّه تعالى إلى دار الجنة طريقا حاله ما ذكرنا، هو لكي يتعجل به للمؤمن مسرة وللكافر غما، وليضمنه اللطف في المصلحة على ما سبق في نظائره.

  وأحوال القيامة وكيفية الإعادة، أكبر من أن يحتمله هذا الموضع، فنقتصر منها على هذا المقدار، ونسأل اللّه السلامة عن عذابه والفوز بثوابه إن سائله لا يخيب، وهو قريب مجيب.