النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

[معانيها]

صفحة 1030 - الجزء 2

  وقد قيل: إنّ (ظل) لا تكون تامة، و (بات) لا تكون بمعنى (صار) لقلة السماع⁣(⁣١).

  قوله: (و (ما زال) و (ما برح) و (ما فتئ) و (ما انفك) لاستمرار خبرها لفاعلها مذ قبله)⁣(⁣٢) أي مشتركة في أنها ناقصة، وهو أن معناها واحد وهو استمرار خبرها لفاعلها مذ قبله، والمراد أن خبرها حاصل للفاعل مذ كان قابلا له، أي صالحا له، سواء كان في أوقات متصلة، نحو:

  (ما زال زيد أميرا) والمراد مذ صلح للإمارة فتخرج أوقات الطفولة، أو متفرقة على حسب العرف، نحو: (ما زال زيد يعطي السائل).

  قوله: (ويلزمها النفي)⁣(⁣٣) تعد هذه الأفعال الأربعة والنفي ظاهر ومقدر وحروفه في المعنى (ما)، وفي الدعاء (لا)، وفي المضارع (ما) و (لن) و (لا) و (لم)، ولا يفصل بينها وبين هذه الأفعال إلا شاذ، وبعضهم يجيزه بمعمولاتها، ما عند اللّه يزال بذكرك، وبالظرف نحو: (ما اليوم يزال زيد قائما)، وبالقسم نحو:

  [٦٩٠] فلا وأبى دهماء زالت عزيزة⁣(⁣٤) ... ... -


(١) قال ابن مالك في شرح التسهيل السفر الأول ٢/ ٤٧٠: (وزعم الزمخشري أن (بات) فد تستعمل بمعنى (صار)، وليس بصحيح لعدم شاهده على ذلك مع التتبع والاستقراء).

(٢) ينظر شرح المصنف ١١٣.

(٣) قال الرضي في شرحه ٢/ ٢٩٥: (إن كانت ماضية فب (ما) و (لم) وب (لا) في الدعاء، وإن كانت مضارعة ف ب (ما) و (لا) و (لن) والأولى أن لا يفصل بين (لا) و (ما) وبينهما بظرف وشبه، وإن جاز في غير هذه الأفعال).

(٤) البيت من الوافر، وهو بلا نسبة في شرح الرضي ٢/ ٢٩٥.

والشاهد فيه قوله: (زالت) هو شاذ، وليس مما حذف منه حرف النفي لا وأصلها (فلا زالت).