النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

[المرفوعات]

صفحة 105 - الجزء 1

  النصب والجر بالياء، تقول: (جاء الزيدون وأولو مال وعشرون رجلا) و (رأيت الزيدين وأولي مال وعشرين رجلا) و (مررت بالزيدين وأولي مال وعشرين رجلا) وفي هذا خلاف، ذهب أكثر البصريين إلى [أن]⁣(⁣١) إعراب المثنى والمجموع تقديري بالحركات، قال سيبويه⁣(⁣٢) والخليل: إن الإعراب مقدر على علاماتهما، فعلى الألف والواو ضمة، وعلى الياء كسرة أو فتحة، وهذه العلامات لا تكون إعرابا لأنها كعلامة التأنيث والنسب كما أن تلك لا تكون إعرابا كذلك هذه، وقال الأخفش⁣(⁣٣) والمازني والمبرد⁣(⁣٤) إن الإعراب مقدر على ما قبل علامة التثنية والجمع، لأن هذه العلامات زوائد على الكلمة، دلائل للإعراب⁣(⁣٥) وذهب الكوفيون وقطرب وأكثر المتأخرين والمصنف⁣(⁣٦) أنهما معربان بالحروف، فالواو في الجمع والألف في المثنى كالضمة، والياء فيهما كالكسرة والفتحة، قالوا: وإنما أعربت بالحروف لأنها أكثر من واحد فأعربت بأكثر من إعراب، وليس أكثر من الحركة إلا الحروف، وكان القياس أن يرفعا بالواو وينصبا بالألف ويجرا بالياء، وقد خالفوا القياس في رفع المثنى بالألف ونصبهما بالياء، أن يرفعا بالواو وينصبا بالألف، وأما الجر فيهما والرفع في المجموع فباق على القياس، وإنما خالفوا بينهما في الرفع خوف اللبس، لأنك لو رفعتهما بالواو ونصبتهما بالألف لوقع اللبس بينهما، ولم يعرف المثنى من المجموع، ونون التثنية مكسورة ونون الجمع


(١) [أن] زيادة يقتضيها السياق، وينظر الإنصاف، ١/ ٣٣ وما بعدها.

(٢) ينظر الكتاب، ١/ ١٨.

(٣) ينظر الإنصاف ١/ ٣٣ وما بعدها.

(٤) ينظر شرح المفصل لابن يعيش ١/ ٥٢.

(٥) ينظر المقتضب، ٢/ ٤٣٥ - ٤٣٧.

(٦) ينظر شرح المصنف ١٠، والإنصاف ١/ ٣٣ وما بعدها شرح المفصل، ١/ ٥٢.