[افعالها واقسامها]
  سكوت رضى بالاعتراض(١).
  الثاني: فهي كالأفعال على الأصح وهو قول الجمهور إنها كالأفعال واحتجوا بقوله تعالى: {إِذا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَراها}(٢) والمعنى لم يراها، ولم يقارب، وقوله: {وَلا يَكادُ يُسِيغُهُ}(٣) أي لا يقارب إساغته، وبقول ذي الرمة: لم يكد رسيس الهوى، وأما قولهم: (كاد النعام يطير) فالمعنى قارب، ولا يلزم من المقاربة حصول الفعل وقوله تعالى: {وَما كادُوا يَفْعَلُونَ} وقد فعلو قبل ذلك، وقوله تعالى: {أَكادُ أُخْفِيها} أقارب إخفاءها، وليس في المقاربة إثبات للشيء ولا نفي له، وأما تقرير ذي الرمة للاعتراض فليس ذلك لاعتراض منه ولكن أراد الاحتياط وأن لا يترك لطاعن طعنا، وروي أن بعضهم قال: أصابت بديهته وأخطأت رويته.
  الثالث الفصل: قوله: (وقد(٤) تكون في الماضي للإثبات وفي المستقبل كالأفعال) يعني إن كانت بلفظ الماضي ففيها إثبات كما قال الأولون.
  قوله: (تمسكا بقوله تعالى: من نحوها: {وَما كادُوا يَفْعَلُونَ}(٥)) هذا في
(١) ينظر قصة ذو الرمة في شرح المفصل ٧/ ١٢٥ - ١٢٦، وشرح الرضي ٢/ ٣٠٦ - ٣٠٧، والأشموني ١/ ١٣٤.
(٢) النور ٢٤/ ٤٠ وتمامها: {... ظُلُماتٌ بَعْضُها فَوْقَ بَعْضٍ إِذا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَراها وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَما لَهُ مِنْ نُورٍ}
(٣) إبراهيم ١٤/ ١٧ وتمامها: {يَتَجَرَّعُهُ وَلا يَكادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكانٍ وَما هُوَ بِمَيِّتٍ وَمِنْ وَرائِهِ عَذابٌ غَلِيظٌ}
(٤) في الكافية المحققة قيل بدل قد.
(٥) قال أبو حيان في البحر المحيط ١/ ٤٢٣: وكاد في الثبوت تدل على المقاربة، فإذا قلت: كاد زيد يقوم =