[مبحث رب]
  قوله: (مختصة بنكرة)(١) نحو (رب رجل) ولا يجوز (رب الرجل) وإذا دخلت على (من) أو (ما) فهما نكرتان نحو:
  [٧٢٧] رب من أنضجت غيظا صدره(٢) ... ... -
  [٧٢٨] وربما تكره النفوس من الأمر(٣) * ... -
  وإنما لزمت النكرة، لأن التقليل حاصل في التنكير فلا فائدة بالتعريف، أو لأن التعريف بالجنسية يدل على الكثرة فيناقض حكمها، وحمل عليه سائر المعارف وأما دخولها على الضمير في (ربه رجلا) مخالف للقياس، ووجهه أنه شبه النكرة لوقوعه مبهما.
(١) نصّ سيبويه على عدم جواز وقوع النكرة بعدها حيث قال في الكتاب ٢/ ١٠٨: ورب لا يكون ما بعدها إلا نكرة ونص أبو بكر بن السراج على أنه لا بد للنكرة التي تعمل فيها رب من صفة إما اسم وإما فعل، لا يجوز أن تقول: رب رجل وتسكت.
(٢) هذا صدر بيت من الرمل، وعجزه:
قد تمنى لي موتا لم يطع
وهو للأسود بن أبي كاهل اليشكري كما في الأغاني ١٣/ ٩٨، وينظر معاني القرآن للأخفش ١/ ٩٠، وشرح اختيارات المفضل ٩٠١، وأمالي ابن الشجري ٢/ ١٦٩، والشعر والشعراء ١/ ٤٢٨، وشرح المفصل لابن يعيش ٤/ ١١، وشرح التسهيل السفر الثاني ١/ ٤٥١، ومغني اللبيب ٣٦٤، وشرح شواهد المغني ٢/ ٧٤٠، وهمع الهوامع ٤/ ١٧٧، وخزانة الأدب ٦/ ١٢٣.
والشاهد فيه قوله: (رب من) ورب لا تدخل إلا على نكرة فدل على أن من موصوفة بجملة أنضجت.
(٣) صدر بيت من الخفيف، وعجزه:
... له فرحة كحل العقال
وهو لأمية بن أبي الصلت في ديوانه ٥٠، ينظر الكتاب ٢/ ١٠٩، وحماسة البحتري ٢٢٣، وشرح أبيات سيبويه ٢/ ٣، ومعاني القرآن للأخفش ١/ ١٩١، ونسب لحنيف بن عمير أو نهار بن أخت مسيلمة الكذاب، وشرح شواهد المغني ٢/ ٧٠٧ - ٧٠٨، وبلا نسبة في أساس البلاغة ٢٣٧ وجمهرة اللغة ٤٦٣، وشرح المفصل ٨/ ٣٠، وشرح التسهيل السفر الثاني ١/ ٤٥١، والمقتضب ١/ ١٨٠، والأصول ٢/ ٣٤٢، والهمع ١/ ٨، والخزانة ٦/ ١٠٨، وشرح الرضي ٢/ ٣٣٣.
والشاهد فيه قوله: (ربما) حيث دخلت (رب) على (ما) مما يدل على أن (ما) قابلة للتنكير، وذلك لأن (رب) لا تدخل إلا على نكرة، وجملة تكره النفوس صفة ل (ما).