النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

[مبحث رب]

صفحة 1090 - الجزء 2

  قوله: (موصوفة⁣(⁣١) على الأصح) قد تكون الصفة بمفرد، نحو (رب رجل كريم لقيته) وجملة اسمية، نحو: (رب رجل أبوه قائم)، وفعليه نحو:

  (رب رجل قام أبوه) وإنما وصفت لا إنه نوع من جنس، فإذا وصفته فقد خصصته، وإنما قال على (الأصح)⁣(⁣٢)، لأن مذهب الفراء والأخفش⁣(⁣٣)، والظاهر من مذهب سيبويه⁣(⁣٤) أنه لا يجب نظرا إلى عدم وجوبها في غير هذا الموضع، ولأن في ذلك: (رب رجل لقيت) كلام تام فلو كان (لقيت) صفة لكان ناقصا مفتقرا إلى متعلق كما في: (رب رجل قائم أبوه) واحتجوا بقوله:

  [٧٢٩] ألا رب مولود وليس له أب⁣(⁣٥) ... ... -

  وقوله:

  [٧٣٠] ... - ... ورب قتل عار⁣(⁣٦)


(١) قال المرادي في الجنى الداني ٤٥٠: ذهب المبرد وابن السراج والفارسي وأكثر المتأخرين إلى وجوب وصف مجرورها الظاهر إما بمفرد نحو: (رب رجل صالح) وإما بجملة نحو: (رب رجل لقيته).

(٢) ولا يكاد البصريون يظهرون الفعل العامل حتى أن بعضهم قال: لا يجوز إظهاره إلا في ضرورة الشعر، وإنما حذف الفعل العامل فيها كثيرا لأنها جواب لمن قال لك: ما لقيت رجلا عالما فتقول في جوابه:

رب رجل عالم أي لقد لقيت فساغ حذف العامل إذ قد علم المحذوف من السؤال فاستغني عن ذكره.

(ينظر ابن يعيش ٨/ ٢٨ - ٢٩).

(٣) ينظر الجنى الداني ٤٥٠ وقال: وذهب الأخفش والفراء والزجاج وابن طاهر وابن خروف إلى أنه لا يلزم وصف مجرورها، وهو ظاهر مذهب سيبويه، واختار ابن عصفور ونقله ابن هشام عن المبرد.

قال ابن

مالك في شرح التسهيل السفر الثاني ١/ ٤٥٧: وهو ثابت بالنقل الصحيح في الكلام الفصيح.

(٤) ينظر الكتاب ٢/ ١٦١.

(٥) سبق تخريجه

(٦) سبق تخريجه