النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

[مبحث رب]

صفحة 1092 - الجزء 2

  موضع نصب أبدا، بالفعل المتعلق والأخفش⁣(⁣١) قال: يعرب على حسب العوامل التي تعددت، وهي زائدة عنده في الإعراب المحلي لا في المعنى فيعمل متعلق (رب) في مجرورها عمله شريطه التفسير كمجرور (كم) قال الرماني:⁣(⁣٢) لا يتعلق بشيء ولا محل لمجرورها سوى الجر الظاهر لأنها لو تعلقت بفعل لعمل في مجرورها كسائر الحروف، ولزم في تعدي المتعدي بنفسه [ظ ١٣٣] تعديه بواسطة حرف نحو: (رب رجل لقيت).

  قوله: (غالبا) إشارة إلى جواز ظهوره قليلا نحو: (ربّ رجل عالم لقيت)، والأكثر حذفه، وهو مذهب الفارسي⁣(⁣٣) والمصنف⁣(⁣٤) والخليل⁣(⁣٥) والأكثر أنه لا يحذف، وخلافهم ينبني على صفة مجرور (رب)، فمن أوجبها كان المتعلق محذوفا في الأكثر، لأنه أكثر كلامهم، و (رب رجل لقيت)، وقليلا ما يقولون: (رب عالم لقيت)، ومن لم يوجب الصفة جعل الموجود متعلقا لرب، والفعل الذي بعد (رب) قد يكون الغالب فيه الوصفية نحو: (رب رجل كريم لقيته)، و (رب رفد هرقته) لأنك لو جعلته متعلقا عاد الضمير إلى غير مذكور، لأنه في نية التقديم، وقد يكون الغالب فيه التعليق، وذلك حيث يذكر الموصوف يعني بعد رب رجل، وقد يحتمل الأمرين نحو:

  (ربّ رجل بقيت).


(١) ينظر رأي الأخفش في معاني القرآن ٢/ ٦٠٢.

(٢) ينظر رأي الرماني في الجنى الداني ٤٥٣، وتذكرة النحاة ٧.

(٣) ينظر الإيضاح العضدي ٢٥٠.

(٤) ينظر شرح المصنف ١٢٠.

(٥) ينظر الكتاب ٣/ ١١٥.