النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

[الفرق بين المفتوحة والمكسورة،]

صفحة 1120 - الجزء 2

  قوله: (ولو أنك لأنه فاعل)⁣(⁣١)، وهذا أيضا جواب عن سؤال وهو أن الواقع بعد (لو) جملة، فوجب الكسر وأجاب بأنه فاعل فعل محذوف، تقديره: (لو ثبت أنك قمت)، وبه قال المبرد⁣(⁣٢) والزجاج⁣(⁣٣) والزمخشري⁣(⁣٤)، وقال بعضهم: العلة، أنه مبتدأ محذوف الخبر ك (لولا)، وبعضهم قال:

  مبتدأ مطول الكلام سد مسد خبره.

  قوله: (فإن جاز التقديران)، يعني تقدير الجملة والمفرد.

  قوله: (جاز الأمران)، يعني فتح إنّ وكسرها وذلك في مواضع:

  الأول: نحو: قوله: (مثل من يكرمني فإني أكرمه). إن قدرت فأنا أكرمه كسرت لأنه جملة، وإن قدرته خبرا لمبتدأ محذوف فتحت لأنه مفرد، وتقديره: (فجزاؤه الإكرام)، أو (فجزاؤه أني أكرمه)، وحذف المبتدأ بعد فاء الجزاء كثيرا لكن الكسر أولى لعدم احتياجه إلى تقديره.

  الثاني: بعد إذا الفجائية نحو قوله:


(١) قال الرضي في شرحه ٢/ ٣٥٠: (يعني أن (لو) حرف شرط فلا بد من دخولها على الفعل، فلو كسرنا لكانت داخلة على الاسمية ولا يجوز ففتحناها لتكون مع ما في خبرها فاعل فعل مقدر وهو (ثبت).

(٢) ينظر المقتضب ٣/ ٧٧.

(٣) قال المرادي في الجنى ٤١٠: (وزاد بعضهم في مواضع وجوب فتحها: أن تقع بعد (لولا) و (لو) و (ما) التوقيتية، نحو: (فلولا أنه كان من المسبحين)، (ولو أنهم صبروا) وحكى ابن السكيت: (لا أكلمك ما أنّ في السماء نجما)

وهذه المواضع الثلاثة راجعة إلى ما تقدم، لأنها بعد (لولا) في موضع رفع بالابتداء والخبر محذوف على الصحيح، وبعد (لو) في موضع رفع على الفاعلية بفعل مقدر، أي ولو ثبت أنّ، وهو مذهب الكوفيين والمبرد والزجاج والزمخشري، أو على الابتداء والخبر محذوف وهو مذهب سيبويه.

(٤) ينظر المفصل ٢٩٣ وشرحه لابن يعيش ٨/ ٦٠ - ٦١.