النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

[(أو) و (إما) و (أم)]

صفحة 1157 - الجزء 2

  (أم) تعين فيه المنقطعة نحو: {ألم تَنْزِيلُ الْكِتابِ لا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ ١ أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ}⁣(⁣١). وحيث يكون العطف بين جملتين في باب التسوية في لفظ (سواء)، و (ما أبالي) فقط نحو: (سواء عليّ أقمت أم قعدت)، (ولا أبالي أقمت أم قعدت) فإن كان بين مفردين تعينت الواو نحو:

  (سواء عليّ الخير والشر)، وجوز الخليل⁣(⁣٢) في غير (سواء) وما (أبالي) أن تجري مجراهما فتذكر بعده نحو: (لأضربنه قام أم قعد) ومنه.

  [٧٨٧] ... ... أطال فأملى أم تناهى فأقصرا⁣(⁣٣)

  روي (أم) و (أو)، فإن جئت ب (أو) فأطال رباعي وإن جئت ب (أم) فأطال من الطّول دخلت عليه الهمزة لأنها لا تكون قبل (أو)، وأما الذي تختص به فحيث تكون موضع حال، نحو: (لا أبالي أنك قمت أو قعدت) إذا قصدت الحال، وكان قبل المتعاطفين كلام تامّ ومنه:

  [٧٨٨] إذا ما انتهى علمي تناهيت عنده ... أطال فأملى أو تناهى فأقصرا

  وأما الذي تختص به (أو) وسائر المواضع تحتمل (أو) و (أم) هذا مذهب


(١) السجدة ٣٢/ ١ - ٢.

(٢) ينظر الكتاب ٣/ ١٧٤، وشرح الرضي ٢/ ٣٧٧.

(٣) عجز بيت من الطويل، وصدره:

إذا ما انتهى علمي تناهيت عنده

وهو لزيادة بن زيد العذريّ في الكتاب ٣/ ١٨٥، وينظر شرح أبيات سيبويه ٢/ ١٤٨، والمقتصب ٣/ ٣٠٢، وأمالي ابن الحاجب ٢/ ٧٤٧، وشرح الرضي ٢/ ٣٧٧، واللسان مادة (نهى) ٦/ ٤٥٦٤، والأشباه والنظائر ٤/ ١٠٢، وخزانة الأدب ١١/ ١٧٠ - ١٧٣.

والشاهد فيه دخول (أو) لأحد الأمرين، ورواية (أم) لا شاهد فيها لوقوع (أم) بعد همزة التسوية، والشاهد فيه جواز الإتيان ب (أو) مجردة عن الهمزة بعد لا أبالي، ولا يجوز الاتيان ب (أم).