النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

[موارد استعمالها]

صفحة 1212 - الجزء 2

  وقوله: (إن خيرا فخير)⁣(⁣١) وأجاز الزمخشري⁣(⁣٢) حذفه في غير ذلك نحو:

  {فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ}⁣(⁣٣) قال تقديره: (إن افتخرتم بقتلهم فلم تقتلوهم)، وقال الإمام المؤيد برب العزة يحيى بن حمزة:⁣(⁣٤) في الزانية والزاني فاجلدوا تقديره: (إن زنيا) وأما حذفهما معا فهو أقل من الشرط وأكثر ما يأتي مع (لا) نحو: (اضرب زيدا إن أساء وإلا فلا) وقد تأتي في غيرها قوله:

  [٨٣٣] قالت بنات العم يا سلمى وإن ... كان فقيرا معلما قالت وإن⁣(⁣٥)

  قيل: هو ضرورة، وأما حذف الجواب فهو كثير ولا يختص ب (إن) لكنه يلزم أن يكون الشرط ماضيا أو منفيا وقيل: ليس بلازم وعليه:

  [٨٣٤] لئن تك قد ضاقت عليكم بيوتكم ... ليعلم ربى أن بيتي أوسع⁣(⁣٦)

  ولا بد في حذفه من قرينة معنوية أو لفظية فالمعنوية نحو: {فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقاً فِي الْأَرْضِ أَوْ سُلَّماً فِي السَّماءِ فَتَأْتِيَهُمْ بِآيَةٍ}⁣(⁣٧) أي فافعل، واللفظية


(١) سبق تخريجه.

(٢) ينظر الكشاف ٢/ ٢٠٧.

(٣) الأنفال ٨/ ١٧ وتمامها: {فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ وَما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلكِنَّ اللَّهَ رَمى ...}.

(٤) ينظر رأي يحيى بن حمزة في الأزهار الصافية السفر الأول ٣٤٦.

(٥) سبق تخريجه.

(٦) البيت من الطويل، وهو للكميت بن معروف، وينظر في معاني القرآن للفراء ١/ ٦٦، وشرح الكافية الشافية ٢/ ٨٣٧، ٣/ ١١٠٦، وشرح الرضي ٢/ ٣٩٤، وخزانة الأدب ١٠/ ٦٨ - ٧٠، والمقاصد النحوية ٤/ ٣٢٧، وشرح الأشموني ٢/ ٤٩٦. ويروى واسع بدل أوسع.

والشاهد فيه قوله: (لئن) حذف جواب الشرط مع أن الشرط ليس ماضيا ولا منفيا.

(٧) الأنعام ٦/ ٣٥.