[موارد استعمالها]
  أتيتني)، و (إن لم تأتني لأكرمتك)، وإن توسط بتقديم الشرط أو غيره جاز أن يعتبر، وأن يلغى كقولك: (أنا واللّه إن تأتني آتك) و (إن أتيتني واللّه لآتينّك)](١) وذلك لأن الجواب، يتعذر أن يكون لفظه للقسم والشرط معا لأن جواب القسم مؤكدا وجواب الشرط مجزوما، فلما قدم القسم دلّ على العناية به، فجعل الجواب له لفظا ومعنى والشرط معنى، فقط لتعذر اللفظ، والدليل على اعتبار الشرط معنى، أن اليمين عليه وهو شرط للإتيان في قوله: (واللّه إن تأتيني لآتيك) ولعدمه في قوله: (واللّه إن لم تأتني فإني لآتينّك) ومثل بمثالين الأول للماضي لفظا، والثاني للماضي معنى، والفرّاء(٢) أجاز اعتبار الشرط وإلغاء القسم لأن الشرط مؤسس والقسم مؤكد، وحذف جوابه أكثر من حذف جواب الشرط، واحتج بقوله:
  [٨٣٥] لئن منيت بناعن غبّ معركة ... لا تلفنا عن دماء القوم ننتفل(٣)
= لهما - فلا يكون لهما جواب لفظا ثم قال ... فالذي يتقدم على الشرط جوابه ... لكن القسم أكثر إلغاء من الشرط لأنه أكثر دورانا في الكلام).
(١) زيادة في نسخة الشارح عن الكافية المحققة.
(٢) ينظر معاني القرآن للفراء ٢/ ١٣١، والبحر المحيط ٦/ ٧٥.
(٣) البيت من البسيط، وهو للأعشى في ديوانه ١١٣، وينظر معاني القرآن للفراء ١/ ٦٨، وشرح الكافية الشافية ٢/ ٨٠٩، وشرح التسهيل السفر الثاني ٢/ ٤٢٨ - ٥١٩، وشرح الرضي ٢/ ٣٩٢، والبحر المحيط ٦/ ٧٥، وشرح القصائد العشر للتبريزي ٥٠٨، وشرح ابن عقيل ٢/ ٣٨٣، وخزانة الأدب ١١/ ٣٢٧، ونتتفل أي نتملص ونتخلص.
والشاهد فيه قوله: (لئن منيت ... لا تلفنا) حيث اجتمع الشرط والقسم، الشرط في قوله (إن منيت)، والقسم في دلالة اللام عليه فهي موطئه له، وكل منهما يستدعي جوابا فترجح جواب الشرط ولذلك جزم تلفنا لأن أصلها تلفينا.