النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

[موارد استعمالها]

صفحة 1216 - الجزء 2

  بجزم (لا تلفنا) وإن كان المجتمع الشرط والمبتدأ أو ما في حكمه وهو الفاعل، فإن لم يتقدم الشرط وجزاؤه على المبتدأ نحو: (إن يأتني عمرو أكرمه زيد) وجب فيه اعتبارهما باعتبار الشرط، بأن يجعل ما بعده جزاؤه، واعتبار المبتدأ بأن يجعل الشرط وجزاؤه مخبرا عنه وهو متقدم رتبة، والضمير عائد إليه تقديره: (زيد إن يأتني عمرو أكرمه)، وإن تقدم المبتدأ وخبره وجب إلغاء الشرط واعتبار المبتدأ، لأن جزاءه لا يتقدم، نحو:

  (زيد يأتيك إن تأته) وإن توسط الشرط بين المبتدأ وخبره وجب إلغاء الشرط واعتبار المبتدأ، فإن كان خبر المبتدأ يصلح جوابا للشرط اعتبرا معا، نحو: (زيد إن تأته يأتك)، فالشرط وجوابه خبر للمبتدأ، وجواب الشرط ما بعده، وقد [و ١٤٨] أجيز إلغاء الشرط وجعل ما بعده خبرا للمبتدأ، ولا يجزم، وإن لم يصلح، وذلك حيث يكون مفردا نحو: (زيد إن أتيته جواد) ألغي الشرط وكان فعله ماضيا كما تقدم، وإن توسط بين المبتدأ والشرط وجوابه، وجب اعتبارهما ولزمت الفاء في المبتدأ، نحو: (إن أتيتني فزيد يكرمك) فالفاء وما دخلت عليه جواب للشرط وما بعد المبتدأ خبر له، وإن كان المبتدأ والقسم، فإن تقدم المبتدأ وخبره، نحو: (زيد قائم واللّه) وجب إلغاء القسم، لأن جوابه لا يتقدمه، وإن تقدّم القسم وجوابه، نحو: (واللّه لأضربنّه زيد) اعتبرا معا، فما بعد القسم جواب له، والقسم وجوابه خبر للمبتدأ متقدم عليه تقديره: (زيد واللّه لأضربنّه)، وإن توسط القسم بين المبتدأ وخبره، نحو: (زيد واللّه يقوم) وجب اعتبار المبتدأ.