[المرفوعات]
  يعمله) فإن سمي بهما منع من الصرف، لعدم دخول التاء بعد التسمية، وأما لحوق التاء في (أسود) للحية، مع أن (أسود) غير منصرف، فالبصريون ينكرون ذلك، وإن سلم ذلك فلحوقها عارض بسبب غلبة هذا اللفظ في الأسماء، والأصل أن يقال في مؤنثه (سوداء).
  وأعلم أنه إذا لحق الصيغة المختصة بالفعل والغالبة عليه تعيين، فإما أن يكون التعيين فيها نفسها أو في حرف المضارعة، عند من يعتبر أن يكون أول الوزن زيادة مثل حروف المضارعة، إن كان في حرف المضارعة بقي ممنوعا ك (هراق) في (أراق) وإن كان في الصيغة، فإن بقي حرف المضارعة بقي ممنوعا، سواء كان محذوف الفاء، نحو (يعد) و (يهب) أو العين نحو (لم يقل) و (لم يبع) أو اللام، نحو (لم يخش) و (لم يغز) و (لم يرم)، لأن حروف المضارعة تخبر عن الفعل وتدل عليه، وكذلك (عد) و (قل)، لأن أصله الهمزة لو لم يتحرك ما بعد حرف المضارعة، إلا أنك إذا سميت بهذه رددت المحذوف لزوال الجازم، لأن الأسماء لا جزم فيها(١)، وإن لم يبق حرف المضارعة ولا همزة الوصل ك (قيل) و (بيع) و (بوع)، و (ردّ) و (شدّ) كان مصروفا لزوال حرف المضارعة.
  قوله: (وما فيه علمية مؤثرة، إذا نكر صرف) يحترز بالمؤثرة من أن لا تؤثّر، وذلك في ألفي التأنيث، و (مساجد) فإنه لا أثر للعلمية مع هذه لاستقلالها عنها بالجمعية والتأنيث اللازم، وكلامه لا يطرد إلا على رأي
= للأنثى. هذا قول أهل اللغة، واليعمل عند سيبويه (اسم، ينظر الكتاب ٣/ ٢٠٦، وقد حكى أبو علي يعمل ويعمله، ولا يقال عند سيبويه: جمل يعمل وناقة يعملة، وإنما يقال: يعمل ويعمله ...) ينظر اللسان مادة (عمل) ٤/ ٣١٠٨.
(١) ينظر شرح الرضي ١/ ٦٤.