النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

[المرفوعات]

صفحة 202 - الجزء 1

  فجرّ خرب ومزمل لجواره لضب وبجاد، وإن كان الخرب صفة لحجر والمزمل صفة كبير، ولأنك لو أعلمت الأول في العطف، نحو (قام وقعد زيد) لفصلت بين العامل والمعمول بأجيني بلا ضرورة، ولعطفت على الشيء وقد بقيت منه بقية، وكلاهما خلاف الأصل⁣(⁣١) وروى سيبويه⁣(⁣٢) أن إعمال الثاني هو الأكثر في كلام العرب.

  وحجة الكوفيين القياس السماع.

  أما القياس فلأن الأول أهم لسبقه قال:

  [٨٤] ... ... ما الحب إلا للحبيب الأول⁣(⁣٣)

  اعتبر الأسبق عند اجتماع الشرط والقسم، ولأن إعمال الثاني يؤدي إلى عود الضمير إلى غير مذكور، وأما السماع فقوله:

  [٨٥] ... ... كفاني ولم أطلب قليل من المال⁣(⁣٤)

  فلو أعمل الثاني نصب (قليل) قوله:


= الرتبة وحقه الرفع لأنه نعت لكبير ولكن من أجل القرب والمجاورة جرّ.

(١) ينظر شرح الرضي ١/ ٧٩ وهذه العبارة منقولة بالنص من الرضي دون أن يعزوها الشارح إليه (السطر ١١) ١/ ٧٩.

(٢) ينظر الكتاب ١/ ٧٦ وما بعدها، وتذكرة النحاة ٣٤٥ - ٣٤٨، وشرح المفصل ١/ ٧٨ وما بعدها.

(٣) البيت من البحر البسيط وهو لأبي تمام في ديوانه ٤٦٣.

وصدره:

نقل فؤادك حيث شئت من الهوى

والتمثيل فيه: (ما الحب إلا للحبيب الأول) حيث استدل على أهمية سبق الأول. في الترتيب.

(٤) سبق تخريجه برقم ٧٧.