النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

[المرفوعات]

صفحة 211 - الجزء 1

  على الواحد والجمع ك (عدو) و (صديق)، قال صاحب البرود: هذا منه وهم، لأنه يلزمه أشنع مما فرّ عنه، وهو عمل عاملين في معمول واحد.

  هذا الكلام إذا تنازع أحد المفعولين، فإن تنازعهما جميعا حذفتهما بلا خلاف. وأما المتعدي إلى ثلاثة، فإن تنازعا فاعلا أضمرته على الخلاف، تقول: (أعلمني عمرا قائما) و (أنبأني زيد عمرا قائما) و (أعلماني عمرا قائما) و (أنبأني الزيدان عمرا قائما) (أعلموني عمرا قائما) (أنبأني الزيدون عمرا قائما) (أعلمتني عمرا قائما) و (أنبأتني هند عمرا قائما) (أعلمتاني عمرا قائما) و (أنبأتاني الهندان عمرا قائما) (أعلمتني عمرا قائما) و (أنبأتني الهندات عمرا قائما) وكذلك إذا استدعي الأول فاعلا، والثاني مفعولا، نحو (أعلمني عمرا قائما) و (أنبأت زيدا عمرا قائما) وإن تنازعا مفعولا، فإن تنازع المفاعيل الثلاثة كلها، أو المفعول الأول وحده، أو الثانيين جميعا حذفت بلا خلاف، وإن تنازعا أحد المفعولين الأخيرين فالخلاف فيه، كالخلاف في أحد مفعولي (علمت).

  قوله: (وإن أعملت الأول، وأضمرت الفاعل في الثاني والمفعول على المختار) يعني إذا أضمرت الأول على ما اختاره الكوفيون⁣(⁣١)، فإن اقتضى الثاني فاعلا أضمرته اتفاقا، لأنه يعود إلى متقدم رتبة، ما لم يمنع مانع، كالعائد المتصل بالمعمول على ما تقدم، وإن اقتضى مفعولا، فالأجود الإضمار، لأنه يعود إلى متقدم رتبة، ويجوز حذفه، لأنه مفعول فضلة، فتقول في اللازم: (قام وقعد زيد) (قام وقعدا الزيدان) (قام وقعدوا الزيدون) (قامت وقعدت هند) (قامت وقعدتا الهندان) (قامت وقعدن


(١) ينظر شرح الرضي ١/ ٨٠.