النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

[المرفوعات]

صفحة 215 - الجزء 1

  [٩٠] تعشّ، فإن عاهدتني لا تخونني ... نكن مثل من يا ذئب يصطحبان⁣(⁣١)

  فعلى هذا، يجوز التنازع في المختلفين، إفرادا، وتثنية، وجمعا وتذكيرا، وتأنيثا، فتقول: (حسبتني وحسبتهما إياهما الزيدان منطلقا) و (حسبت وحسباني إياه الزيدين منطلقين) و (حسبت وحسبتني إياه هند منطلقة) و (حسبتنى وحسبتهما إياها هند قائما) و (حسبني وحسبتهم إياهم الزيدون منطلقا)⁣(⁣٢) هذا على إعمال الأول، كذلك يجوز على إعمال الثاني، في قول من أجاز التنازع في أفعال المبتدأ والخبر.⁣(⁣٣)

  قوله: (وقول امرئ القيس):

  [٩١] ولو أنما أسعى لأدنى معيشة ... كفاني ولم أطلب قليلا من المل⁣(⁣٤)

  ليس منه لفساد المعنى) يعني أن الكوفيين⁣(⁣٥)، احتجوا على إعمال الأول مع أنه حذف ضمير المعمول من الثاني وهو ضعيف، إلا أنه


(١) البيت من الطويل وهو للفرزدق في ديوانه ٢/ ٣٢٩، وينظر الكتاب ٢/ ٤١٦، وشرح أبيات سيبويه ٢/ ٨٤، والخصائص ٢/ ٤٢٢، وشرح ابن يعيش ٢/ ١٣٢، ومغني اللبيب ٥٢٩، وشرح شواهد المغني ٢/ ٥٣٦، واللسان مادة (منن) ٦/ ٤٢٨٠، ويروى فيه تعالى بدل تعش.

والشاهد فيه قوله: (يصطحبان) ثنّى حملا على معنى (من) لأنها كناية عن اثنين وقد فصل بين (من) وصلتها بالنداء، وقد توضع من للتثنية وذلك قليل كما قال ابن جني في الخصائص ٢/ ٤٢٢.

(٢) ينظر الرضي ١/ ٨١.

(٣) أي الفعل الذي يتعدى إلى ثلاثة مفعولات الثاني والثالث أصلهما مبتدأ وخبر ك (أعلم وأنبأ) وما في معناها. وممّن جوز التنازع في باب الثلاثة المازني، وجماعة كما حكى ذلك أبو حيان في التذكرة ٣٥٥ وما بعدها ومن منع ذلك الجرمي وجماعة ينظر المرجع نفسه.

(٤) سبق تخريجه برقم ٨٥.

(٥) ينظر الإيضاح في شرح المفضل ١/ ١٦٩.