النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

[المرفوعات]

صفحة 271 - الجزء 1

  المستتر، في (كان) وهو عائد إلى معمول المصدر، وهو (زيد) معنى لا لفظا لكنه حذف الخبر وهو حاصل، لأنه متعلقات الظروف العامة، يجب حذفها، نحو: (زيد عندك) وحذف الظرف، وهو - إذا كان - لدلالة الحال عليه، فقد حصل الشرطان، وهو التزام غير الخبر، وهو (قائما) مكان الخبر وهو (حاصل) والقرينة وهو (قائما) لأنه يدل على الظرف، والظرف يدل على متعلقه، وهو الخبر، والدال على الدال على الشئ كالدال على ذلك الشيء وضعف كلام الأخفش⁣(⁣١) والعضد، بأنه وإن كان أخصر، لم يسمع حذف المصدر، إذا كان خبرا، وكلام الكوفيين⁣(⁣٢) وإن كان أخصر لوجهين؛ أحدهما: أنه يلزم موضع الخبر غيره، وإذا لم يلزم، لم يجب الحذف. الثاني:

  أنه متفق على أن المفهوم من (ضربي زيدا قائما) الحصر على كل ضرب مني حاصل على زيد، فإنه مشروط بحال القيام منه كأنك قلت (ما أضرب زيدا إلا قائما) وهذا المعنى المتفق عليه لا يستفاد إلا من تقدير البصرية والأخفش⁣(⁣٣) وبيانه مبني على مقدمة، وهو أن اسم الجنس الذي يقع على القليل والكثير بلفظ واحد إذا استعمل، ولم تقم قرينة تخصصه ببعض ما يقع عليه، فهو لاستغراق الجنس، نحو: (الماء بارد) و (التراب يابس) و (الإنسان حيوان) أي كل ما فيه هذه الماهية حال هكذا، وإن قامت قرينة الخصوص، فهو للخصوص نحو (اشتر اللحم واشرب الماء) لأن شراء الجميع ممتنعان، فإذا تقرر هذا، فاسم الجنس الذي هو مصدر غير مقيد عند البصرية، بحال تخصصه، بل الحال عندهم قيد في الخبر فيبقى الجنس


(١) ينظر شرح الرضي ١/ ١٠٦.

(٢) ينظر رأي الكوفيين في شرح الرضي ١/ ١٠٦.

(٣) ينظر رأي البصرية والأخفش شرح الرضي ١/ ١٠٥ وهمع الهوامع ٢/ ٤٦ - ٤٧.