النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

المنصوبات

صفحة 301 - الجزء 1

  الألفاظ مثناة عند سيبويه⁣(⁣١)، والكاف ضمير بدليل سقوط النون، واختلف في تثنيتها، فعند السهيلي⁣(⁣٢) وغيره، تثنية حقيقية، أي إجابة في الأوامر، وإجابة في النواهي، وإسعادا في الأوامر، واسعادا في النواهي، وخفافا في الدنيا، وخفافا في الآخرة. وهذّا منهم، ومداولة منها، وعند السيرافي⁣(⁣٣) أنها ليست بحقيقية، وإنما يرادبها التكثير، أي إجابة بعد إجابة إلى آخرها، كقوله تعالى: {ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خاسِئاً وَهُوَ حَسِيرٌ}⁣(⁣٤) وذلك لا يكون من كرتين، وقال يونس:⁣(⁣٥) إنها مفردة، وأصلها (لبى) قلبت ألفها مع المضمر ك (على) و (لدى) وضعف بقوله:

  [١٤٠] دعوت لما نا بنى مسورا ... فلبّى فلبّى يدي مسور⁣(⁣٦)


= دواليك حتى ليس للبرد

والشاهد فيه قوله: (دواليك) حيث أضيف إلى ضمير المخاطب على أنه مفعول مطلق خلافا لسيبويه فهو يجوّز فيها الحال (الكتاب ١/ ٣٥٠).

(١) ينظر الكتاب ١/ ٣٥١، وشرح الرضي ١/ ١٢٥، وشرح المفصل ١/ ١١٩.

(٢) ينظر رأي السهيلي في الهمع ٣/ ١١٢.

(٣) ينظر رأي السيرافي في حاشية الكتاب ١/ ٣٥٢.

(٤) سورة الملك ٦٧/ ٤.

(٥) ينظر الكتاب ١/ ٣٥١، وابن يعيش ١/ ١١٩، وشرح الرضي ١/ ١٢٥، وهمع الهومع ٣/ ١١٢.

(٦) البيت من المتقارب، وهو لرجل من بني أسد كما في شرح شواهد المغني ٢/ ٩١٠، واللسان مادة (لبى) ٥/ ٣٩٩٣ وبلا نسبة في الكتاب ١/ ٣٥٢، وشرح أبيات سيبويه ١/ ٣٧٩، وشرح المفصل ١/ ١١٩، وشرح الرضي ١/ ١٢٥، ومغني اللبيب ٧٥٣، وشرح ابن عقيل ٢/ ٥٣، وهمع الهوامع ٢/ ١١٣.

والشاهد فيه قوله: (لبّي) وهو شاهد على أن (لبيك) تثنية، وليس كما زعم يونس أن (لبيك) أصلها لبى قلبت ألفها ياء لاتصالها بالضمير فصارت لبيك فالياء عند يونس =