المنصوبات
  قوله: (ويا طالعا جبلا) هذا هو الطويل، وهو ثلاثة أقسام:
  الأول: أن يكون معمولا للمنادى نحو (يا طالعا جبلا) و (يا رفيقا بالعباد) و (يا عشرين رجلا).
  الثاني: أن يكون معطوفا عليه بحرف نحو: أن يسمى بثلاثة وثلاثين علما(١)، وإما إن كان غير علم فلا يطول، وحكمه حكم المعطوف والمعطوف عليه، نحو (يا زيد وعمرو) بالرفع، إن كان معنيا وحكم (يا رجلا ويا غلاما) بالنصب، إن كان غير معين، وقال سيبويه:(٢) إن أردت نداء جماعة هذه عدتها، نصبت، لأنه قد طال فصار كالاسم الواحد، وإن أردت نداء كل واحد على حدته، كان كالمعطوف(٣).
  والثالث: أن يكون نعتا له بجملة أو ظرف نحو (يا حليما لا يعجل) و (يا كريما لا يبخل)، قال:
  [١٤٨] أيا شاعرا لا شاعر اليوم مثله ... جرير ولكن في كليب تواضع(٤)
(١) ينظر شرح المفصل ١/ ١٢٨، وشرح الرضي ١/ ١٣٥.
(٢) ينظر الكتاب ٢/ ٢٣٦، ٢٣٧، وشرح الرضي ١/ ١٣٤.
(٣) ينظر شرح الرضي ١/ ١٣٤.
(٤) البيت من الطويل، وهو للصلتان العبدي كما في الكتاب ٢/ ٢٣٧، وشرح أبيات سيبويه ١/ ٥٦٥، ٥٦٨، والمقتضب ٤/ ١٥، والإيضاح في شرح المفصل ١/ ٢٥٨، وشرح الرضي ١/ ١٣٥، واللسان (كرب) ٥/ ٣٨٤٦، وخزانة الأدب ٢/ ١٧٤.
والشاهد فيه قوله: (أيا شاعرا) حيث نصب المنادى من قبيل الشبيه بالمضاف لأنه موصوف بجملة. قال سيبويه: وسألت الخليل | ويونس عن نصب قول الصلتان العبدي يا شاعرا ... فزعما أنه غير منادى وإنما انتصب على إضمار، كأنه قال: يا قائل الشعر شاعرا، وفيه معنى حسبك به شاعرا. الكتاب ١/ ٢٣٦، ٢٣٧.