النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

المنصوبات

صفحة 330 - الجزء 1

  جملة مسمى بها ليست في تأويل المفرد جاز نداؤها من غير توصل، لأن اللام بعض الاسم، نحو أن يسمى بقولك (الرجل قائم) (يا الرجل قائم)، لأن الجمل تحكى، وإن كانت في تأويل المفرد، نحو أن يسمى (بالذي قام) فقال سيبويه⁣(⁣١) لا بد من التوصل، لأنها في حكم القائم وأجاز المبرد نداءها من غير توصل⁣(⁣٢)، وأما المفرد فظاهر كلام المصنف أن يتوصل إليه مطلقا⁣(⁣٣)، وفيه تفصيل وهو أن يقول: إن كان المعرف بصح أن يكون وصفا ل (أي) واسم الإشارة، جاز التوصل، وذلك نحو (اسم الجنس والذي والتي) وما تفرع منهما، فيقال (يا أيها الرجل) و (يا أيهذا الذي قام) وإن لم يصح، لم يجز التوصل، كأن تسمى بما فيه الألف واللام الجوامد، فلا يقال (يا أيها النضر)، ولا (يا أيها الصعق) ولا (يا أيها الزيدان والزيدون) في المثنى والمجموع، بل إذا أردت نداء ما هذه حاله، قلت (يا من هو النجم) و (يا من هو الصّعق) و (يا من هو النضر)، ويكون خبرا لمبتدأ محذوف، ولا يكون منادى، ولا يتوصل إلى ندائه، وفصّل بعض النحاة، فقال: إن كان أصله الوصف، أو اسم الجنس جاز أن يتوصل إلى ندائه، ويكون حكمه حكم الجنس، نحو (يا أيها الحارث) والجنس، إلا لم يجز، ك (الزيدين) والزيدين والنجم والصعق).

  قوله: (والتزموا) [و ٤١] (رفع الرجل لأنه المقصود) هذا مذهب سيبويه⁣(⁣٤) والجمهور لأنه لم يسمع إلا الرفع ولأنه المقصود (بالنداء) وإنما


(١) ينظر الكتاب ٢/ ١٨٨ وما بعدها.

(٢) ينظر المقتضب ٤/ ٢١٥ - ٢١٦.

(٣) ينظر شرح المصنف في ٣٠.

(٤) ينظر الكتاب ٢/ ١٨٨ وما بعدها، وشرح المفصل ٢/ ٧.