النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

المنصوبات

صفحة 332 - الجزء 1

  المضموم، فلم لم يجز نصبه؟ كما في (يا زيد الظريف) وأجاب بأنه المقصود بالنداء، وأورد عليه سؤال، وهو أن يقال: إذا كان هو المقصود بالنداء، والمقصود بالنداء كالمنادى المضموم، فأجيزوا في توابعه ما جاز في توابع المضموم، وأجاب بقوله: (إنها توابع معرب) قال نجم الدين:⁣(⁣١) فصار الرجل في (يا أيها الرجل) كالنعامة، إذا قيل: لم وجب رفعه؟ قيل:

  هو كالمنادى لأنه المقصود، فإن قيل: فيجوز في توابعه ما في توابع المنادى المضموم، قيل: هو ليس بنفس المنادى المضموم بل هو مثله. وأما تابع التابع فإن كان المنادى معربا مضافا كان منصوبا في الصفة والتأكيد وعطف البيان، سواء كان التابع مفردا، أو مضافا، وسواء اتبعه التابع الأول أو المنادى، وإن كان بدلا أو معطوفا بحرف، فإن اتبعه التابع الأول كان منصوبا، وإن اتبعه المنادى كان كالمستقل مثله: (يا عبد اللّه العالم محمد) و (يا عبد اللّه العالم ومحمد) وإن كان المنادى مبنيا، فإن كان أبا واسم الإشارة فليس فيه إلا الرفع، وهي مسألة الكتاب⁣(⁣٢)، وإن كان غيرهما وهو المفرد المعرفة، أو النكرة المقصودة فإن كانت الصفة والتأكيد وعطف البيان وأتبعته النابع الأول أعربته إعراب التابع رفعا، كان أو نصبا، مفردا كان أو مضافا، وإن أتبعته المنادى وجب في المضاف النصب، وفي المفرد الوجهان، وإن كان بدلا أو عطفا بحرف فإن أتبعتهما المنادى كان كالمستقل يرفعان إن كانا مفردين وينصبان إن كانا مضافين وإن أتبعتهما التابع الأول أعربا إعرابه.


(١) ينظر شرح الرضي ١/ ١٤٥.

(٢) ينظر الكتاب ٢/ ١٩١ وما بعدها.