النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

المنصوبات

صفحة 364 - الجزء 1

  وقوله في المثل: (وشذ: أصبح ليل⁣(⁣١) وأطرق كرا⁣(⁣٢)، وافتد مخنوق) والبصريون يتأولون الآية، بأنه مبتدأ، بأن الحديث يروى بالمعنى، وأما الأمثال فشاذة، وقال بعضهم: إنهم يشهرونها بالشذوذ لتسير في الآفاق، وأصل المثل، في (أصبح ليل) لأم جندب زوج امرئ القيس تبرما به، لأنه كان مبغضا للنساء، وهو يضرب مثلا في شدة طلب الشيء، وروي أنه سألها عن سبب فركهنّ له⁣(⁣٣) فقالت له: لأنك ثقيل الصدر خفيف العجر، سريع الإراقة، بطيء الإفاقة، وأما (أطرق كرا) ففيه شذوذان؛ أحدهما: أنه حذف حرف النداء من اسم الجنس، والثاني ترخيم النكرة، لأن أصله (كراون) فرخم بحذف الألف والنون، وقلبت الواو ألفا على اللغة القليلة، وقد قيل إن (كرا) غير مرخم وهو اسم لذكر (الكروان) وأصل المثل⁣(⁣٤) أنه رقية لصيد (الكرا) يقولون: (أطرق كرا إن النعام في القرى)⁣(⁣٥) ما إن رأى هذا (كرى) وصار مثلا لمن


= وجعلها صدرا لبيت وعجزه هو:

قد آذن ليلك بالبلج

ينظر الدرر ١/ ١٤٩.

(١) ينظر مجمع الأمثال ١/ ٤٠٣، والكتاب ٢/ ٢٣١، وشرح المفصل ٢/ ١٦، وشرح الرضي ١/ ١٦٠.

(٢) ينظر اللسان مادة (طرق) ٤/ ٢٦٦٤، ومجمع الأمثال ١/ ٤٣١. وقال: أطرق كرا إن النعامة في القرى، والكتاب ٢/ ٢٣١، وشرح المفصل ٢/ ١٦، وتذكرة النحاة ٥٣٤.

(٣) الفرك معناه الكره.

(٤) ينظر شرح الرضي ١/ ١٦٠.

(٥) وفي اللسان ٤/ ٢٦٦٤، ويروى فيه شعرا، وهو من مجزوء السريع هو مثل على صيغة شعر ويروى هكذا:

أطرق كرا أطرق كرا ... إن النعام في القرى

ويضرب مثلا للمعجب بنفسه.