المنصوبات
  الأول: قوله: (بعد حرف الشرط) يحترز من أن يقع قبله نحو: زيد إن تكرمه يكرمك، فإنه يجب الرفع، ويعني بحروف الشرط، (إن) و (لو) و (إما) فهي من قرائن الرفع كما تقدم، نقول (إن زيدا ضربته ضربتة) و (لو زيدا ضربته ضربته) وإنما وجب النصب لأن الفعل واجب بعدها، فإن كان ظاهرا وإلا قدر، وإذا وجب الفعل وجب النصب بخلاف (أما) فإن فعلها واجب الحذف، وإذا قدر لم يقدر إلا لازما، خلافا للكسائي(١)، فإنه لا يوجب الفعل بعد حرف الشرط واحتج بقوله:
  [٢٠١] لا تجزعي إن منفس أهلكته(٢) ... ...
  وقوله:
  [٢٠٢] أتجزع إن نفس أتى حماها(٣) ... ...
(١) ينظر رأي الكسائي في شرح الرضي ١/ ١٧٥.
(٢) صدر بيت من الكامل وهو للنمر بن تولب في ديوانه ٧٢ وعجزه:
وإذا هلكت فعند ذلك فاجزعي
ينظر الكتاب ١/ ١٣٤، وشرح أبيات سيبويه ١/ ١٦٠، وشرح المفصل ٢/ ٣٨، وشرح الرضي ١/ ١٧٤، والجنى الداني ٧٢، ومغني اللبيب ٢٢٠، وشرح ابن عقيل ١/ ٥٢١، واللسان مادة (نفس) ٦/ ٤٥٠٣.
والشاهد فيه قوله: (إن منفس) حيث وقع الكلام المرفوع بعد أداة الشرط إن والأكثر أن يلي هذه الأداة الفعل والبيت يروى بنصب منفسا فيكون منصوب بفعل محذوف يفسره المذكور، هذا رأي سيبويه وجمهور البصريين. ينظر الكتاب ١/ ١٣٤ أما الرفع فهو اختيار الكوفيين وبالتالي تعرب منفس مبتدأ وخبره جملة (أهلكته).
(٣) صدر بيت من الطويل، وهو لزيد بن رزين في شرح شواهد المغني ١/ ٤٣٦ وعجزه:
فهل أنت عما بين جنبيك تدفع
ويروى عند القالي:
فهلا التي عن بين جنبيك تدفع
=