النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

المنصوبات

صفحة 433 - الجزء 1

  [٢٣٤] تعيّرنا أننا عالة ... ونحن صعاليك أنتم ملوكا⁣(⁣١)

  وقال المبرد⁣(⁣٢) والزجاج⁣(⁣٣) والسيرافي⁣(⁣٤) وطاهر⁣(⁣٥) إنه يقدر إذا كان في الماضي، وإذا يكون في المستقبل بحسب المعنى، وكان تامة، وبعضهم يجعلها ناقصة، لأنه قد تأتي معرفة نحو: (هذا المحسن أفضل منه المسئ).

  قوله: (ويكون جملة خبرية) يعني الحال، يحترز من الإنشائية، فإنها لا تقع حالا، وما ورد يؤول نحو: (وجدت الناس اخبر تقله)⁣(⁣٦) ولا يقاس عليها وأجاز الفرّاء القياس، وإنما جاز أن يكون جملة لأنها في المعنى خبر عن صاحبها والخبر [ظ ٥٤] يكون مفردا وجملة، ولهذا لم يكن إنشاء، لأن


(١) البيت من المتقارب، وهو بلا نسبة في شرح التسهيل السفر الثاني ١/ ٤٠، وتذكرة النحاة ١٧١ ومغني اللبيب ٥٧٤، وشرح شواهد المغني ٢/ ٨٤٤، والأشباه والنظائر / ٢٤.

والشاهد فيه قوله: (صعاليك أنتم ملوكا) حيث قدم الحال، وهو قوله صعاليك وذلك على العامل المضمن تشبيها في قوله أنتم، والمعنى ونحن في حال صعلكتنا مثلكم في (حال ملككم) هكذا.

ذكر ابن هشام في المغني ٥٧٤، وهذا التقدير كذلك عند ابن مالك في شرح التسهيل السفر الثاني ١/ ٤٠.

(٢) ينظر المقتضب ٣/ ٢٥٠ - ٢٥١، والهمع ٤/ ٣١.

(٣) ينظر الهمع ٤/ ٣١.

(٤) ينظر رأي السيرافي في هامش الكتاب، ٢/ ١٢٩.

(٥) ينظر رأي طاهر في شرح المقدمة المحسبة ٣١٤.

(٦) هذا القول لأبي الدرداء ¥، ينظر النهاية في غريب الحديث والأثر ٤/ ١٠٥، والمفصل ١١٥ وشرحه لابن يعيش ٣/ ٥٣، وشرح الرضي ١/ ٣٠٨. ويروى بفتح اللام وكسرها.

وأصله: تقلي من قلاه يقليه أي أبغضه حذفت الياء للجزم لأنه جواب الأمر (اخبر) والهاء هاء السكت وقد وقعت جملة (اخبر) مفعولا ثانيا ل (وجدت) لا صفة للناس، لأن الجملة لا تقع صفة للمعرفة بدون توسط الاسم الموصول، فاعلم أنه مفعول، فيكون قوله (اخبر تقله) محمولا على إضمار القول أي: وجدتهم مقولا فيهم هذا القول أي إن اختبرتهم أبغضتهم (ينظر هامش شرح الرضي ١/ ٣٠٨).