المنصوبات
  وتأوله المانعون، إما أنه جملة اسمية، والمضارع بمعنى الماضي، فتقول (قمت وأنا أصك وجهه)(١) و (نجوت وأنا أرهنتهم) و (أقمت وصككت ونجوت ورهنتهم) وإنما لم يجز فيه إلا الضمير وحده، لأنه في معنى اسم الفاعل لفظا ومعنى، فاللفظ في عدد الحروف والحركات والسكنات، والمعنى وقوعه موقعه فأجري مجراه في استغنائه عن الواو، وإنما استغنى اسم الفاعل عن الواو لأنه تتمة لما قبله، إما صفة، أو خبرهما من جملة ما قبلهما، فلو أفادت بالواو وأفادت المغايرة، ويشترط في المضارع الواقع حالا خلوه عن حرف الاستقبال ك (السين) و (سوف) و (لن) ونحوها، لتناقص الحال والاستقبال في الظاهر، وإن لم يكن التناقص حقيقيا(٢)، لأنه يجوز أن تقول (مررت بزيد أمس يركب) فإنه حال في حال المرور عند تكلمك، لكنهم كرهوا ترادف علامة الاستقبال على الحال.
  قوله: (وما سواهما) يعني الجملة الاسمية، والمضارع المثبت، وهو ثلاثة أقسام، المضارع المنفي، والماضي المثبت والمنفي(٣)، والنفي يكون بما ولا ولم ولما وإن، وقيل لم يوجد النفي ب أن.
= التسهيل السفر الثاني ١/ ٧٢، والبحر ٢/ ٣٥٨، والجنى الداني ١٦٤، وشرح ابن عقيل ١/ ٦٥٦، وهمع الهوامع ٤/ ٤٦، وخزانة الأدب ٩/ ٣٦. ويروى أرهنهم بدل أرهنتهم.
والشاهد فيه قوله: (وأرهنهم مالكا) حيث دخلت الواو على الجملة الواقعة حالا وهي مصدرة بمضارع مثبت مسبوق بالواو وهذا قليل، وقيل إن الواو داخلة على مبتدأ محذوف تقديره: وأنا أرهنهم وهذا ما ذهب إليه ابن مالك في شرح التسهيل السفر الثاني ١/ ٧٢.
(١) في بعض المراجع (وأنا أصك عينه) كما في شرح التسهيل السفر الثاني ١/ ٧٢، ودلائل الإعجاز ٢٠٦، وهمع الهوامع ٤/ ٤٦ وهو قول رواه الأصمعي، وشرح الرضي ١/ ٢١٢.
(٢) ينظر شرح الرضي ١/ ٢١٢ وقد نقل هذه العبارة من قوله: ويشترط ... إلى قوله ... حقيقيا، دون إسناد إليه.
(٣) ينظر شرح الرضي والعبارة منقولة عنه دون إسناد في ١/ ٢١٢.