النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

المستثنى

صفحة 459 - الجزء 1

  الرجال إلا زيدا)، والتقدير ألفاظ العموم والمحذوف نحو (قام القوم إلا زيدا) {وَالْعَصْرِ ١ إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ ٢ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا}⁣(⁣١) و (ما جاء إلا زيد) أي ما جاءني أحد إلا زيدا.

  قوله: (بإلا وأخواتها) خرج المخرج من متعدد لا بحرف نحو (الصفة) في قولك (أكرم بني تميم العلماء) والبدل نحو: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا}⁣(⁣٢) والشرط نحو (أكرم القوم إن دخلوا الدار) وما كان غير (إلا) وأخواتها من الحروف نحو (جاء القوم لا زيد) ولكن (زيد) ولم يجيء زيد، فإنه ليس بداخل فيخرج [ظ ٥٨] سواء كان من جنس المتعدد أم لم يكن، وإلا وأخواتها عشر: خلا وعدا وما خلا وما عدا، وليس ولا يكون وحاشى، وغير وسوى، وزاد الزمخشري (سيما)⁣(⁣٣) وبعضهم (لما)⁣(⁣٤) نحو قوله تعالى: {إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْها حافِظٌ}⁣(⁣٥) وحكى الخليل وسيبويه⁣(⁣٦) أنها قد تكون بمعنى (إلا) وزاد بعضهم (بله)⁣(⁣٧) لأنها بمعنى (دع) فبعدها مخالف لما قبلها، وبعضهم (دون) واعلم (أن الاستثناء


(١) العصر ١٠٣/ ١ - ٢ - ٣.

(٢) آل عمران ٣/ ٩٧.

(٣) ينظر المفصل ٦٨، وشرحه لابن يعيش ٢/ ٨٥.

(٤) وممن ذهب إلى أنها أداة استثناء ابن هشام في المغني ٣٧٠ - ٣٧١ ورد على الجوهري بقوله:

وفيه رد على الجوهري: إن لّما بمعنى إلا غير معروف في اللغة.

(٥) الطارق ٨٦/ ٤، وقد قرأ هنا بالتشديد ابن عامر وعاصم وحمزة، وقرأ الباقون بالتخفيف، ينظر فتح القدير ٥/ ٤١٩، وأحكام القرآن للقرطبي ٨/ ٧٠٩٣، والبحر المحيط ٨/ ٤٤٨ - ٤٤٩.

(٦) ينظر الكتاب ٢/ ٣٢٦، وشرح التسهيل السفر الأول ٢/ ٩١٦.

(٧) ينظر المغني ١٥٦.