المستثنى
  الرجال إلا زيدا)، والتقدير ألفاظ العموم والمحذوف نحو (قام القوم إلا زيدا) {وَالْعَصْرِ ١ إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ ٢ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا}(١) و (ما جاء إلا زيد) أي ما جاءني أحد إلا زيدا.
  قوله: (بإلا وأخواتها) خرج المخرج من متعدد لا بحرف نحو (الصفة) في قولك (أكرم بني تميم العلماء) والبدل نحو: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا}(٢) والشرط نحو (أكرم القوم إن دخلوا الدار) وما كان غير (إلا) وأخواتها من الحروف نحو (جاء القوم لا زيد) ولكن (زيد) ولم يجيء زيد، فإنه ليس بداخل فيخرج [ظ ٥٨] سواء كان من جنس المتعدد أم لم يكن، وإلا وأخواتها عشر: خلا وعدا وما خلا وما عدا، وليس ولا يكون وحاشى، وغير وسوى، وزاد الزمخشري (سيما)(٣) وبعضهم (لما)(٤) نحو قوله تعالى: {إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْها حافِظٌ}(٥) وحكى الخليل وسيبويه(٦) أنها قد تكون بمعنى (إلا) وزاد بعضهم (بله)(٧) لأنها بمعنى (دع) فبعدها مخالف لما قبلها، وبعضهم (دون) واعلم (أن الاستثناء
(١) العصر ١٠٣/ ١ - ٢ - ٣.
(٢) آل عمران ٣/ ٩٧.
(٣) ينظر المفصل ٦٨، وشرحه لابن يعيش ٢/ ٨٥.
(٤) وممن ذهب إلى أنها أداة استثناء ابن هشام في المغني ٣٧٠ - ٣٧١ ورد على الجوهري بقوله:
وفيه رد على الجوهري: إن لّما بمعنى إلا غير معروف في اللغة.
(٥) الطارق ٨٦/ ٤، وقد قرأ هنا بالتشديد ابن عامر وعاصم وحمزة، وقرأ الباقون بالتخفيف، ينظر فتح القدير ٥/ ٤١٩، وأحكام القرآن للقرطبي ٨/ ٧٠٩٣، والبحر المحيط ٨/ ٤٤٨ - ٤٤٩.
(٦) ينظر الكتاب ٢/ ٣٢٦، وشرح التسهيل السفر الأول ٢/ ٩١٦.
(٧) ينظر المغني ١٥٦.