النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

[اصالة الاتصال في الضماير ومورد تسويغ المنفصل]

صفحة 628 - الجزء 2

  وبعضهم منع من الانفصال في هذه المسألة لإمكان الاتصال.

  قوله: (أو الحذف) يعني أن حذف العامل من مواقع الانفصال، مثاله في المرفوع: (إن أنت أكرمت أكرمت) {لَوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ}⁣(⁣١) وفي المنصوب (إياك والشرّ) و (إن إياه ضربت ضربت) لأنه لا شيء يتصل به إذا حذف عامله⁣(⁣٢).

  قوله: (أو بكون العامل معنويا) وذلك هو الابتداء في المبتدأ نحو: (أنت القائم) و (القائم أنت)، في (ما) الحجازية نحو: (ما أنت قائما) و (إن) النافية نحو:

  [٣٧٣] إن هو مستوليا على أحد ... إلا على أضعف المجانين⁣(⁣٣)

  فأما على لغة تميم فقد دخل في قوله (أو يكون العامل معنويا)⁣(⁣٤) لأنه لا عمل لها عندهم، وإنما كان منفصلا، لأنه لو اتصل وجب استتاره⁣(⁣٥) والحرف متعذر فيه الاستتار، لأنه عدميّ لا يمكن الاتصال به.


= ومنهم من لا يستعمل (ني) ولا (نا) استغناء بعليك (بي) و (بنا) وهو القياس، ولو قلت عليك إياه كان جائزا لأنه ليس بفعل. وينظر شرح الرضي ٢/ ١٦.

(١) الإسراء ١٧/ ١٠٠، والآية: (قل لو أنتم تملكون خزائن رحمة ربي إذا لأمسكتم خشية الإنفاق وكان الإنسان قتورا).

(٢) العبارة مأخوذة من شرح المصنف ٦٧ بتصرف.

(٣) البيت من المنسرح، وهو بلا نسبة في الجنى الداني ٢٠٩، والمقرب ١/ ١٠٥، وشرح التسهيل السفر الأول ١/ ٢٠٣، وأوضح المسالك ١/ ٢٩١، وخزانة الأدب ٤/ ١٦٦، وهمع الهوامع ١/ ٢١٨.

والشاهد فيه قوله: (إن هو مستوليا) حيث عملت (إن) عمل ليس فرفعت المبتدأ ونصبت الخبر.

(٤) قال ابن الحاجب في شرحه ٦٧: (كالمبتدأ أو الخبر لأنه إذا كان معنويا تعذر الاتصال به، إذ لا يتصل لفظ بما ليس بلفظ).

(٥) لأنها تعمل عند أهل الحجاز، قال ابن الحاجب في شرحه ٦٧: (لأنه لو اتصل لوجب استتاره إذا كان مفردا غائبا فيؤدي إلى أن يستتر الضمير في الحرف، وهو على خلاف لغتهم كقولك (زيد ما هو قائم) على لغة أهل الحجاز، وأما على لغة بني تميم فهو داخل في باب كون العامل معنويا لأنه مرفوع بالابتداء).