الكلمة والكلام
  الثاني: الاسم: وهو إن لم يقترن ودلت على معنى في نفسها، والأول الفعل، وهو إن اقترنت بأحد الأزمنة الثلاثة ودلت على معنى في نفسها وذلك لأن القسم ثلاث، قسمة دائرة بين إثباتين، نحو: (زيد في الدار أو في السوق)، فهذه يجوز دخول متوسط بينها، وقسمة بين نفيين، نحو: (زيد لا في الدار ولا في السوق)، فهذه أيضا يجوز دخول متوسط بينها، وقسمة دائرة بين نفي وإثبات نحو: (زيد في الدار أولا؟) فهذه لا يجوز دخول متوسط بينها، وقسمة أسنخ(١) من الدائرة بين النفي والإثبات.
  وأما السمع فما روي عن أمير المؤمنين عليّ # أنه قال لأبي الأسود الدؤلي(٢) يا أبا الأسود، اقسم لهم الكلام إلى ثلاثة أقسام (اسم وفعل وحرف).
  قوله: (وقد علم بذلك حدّ كل واحد منها) يعني قد علم بهذا التقسيم حدّ كل واحد من الاسم والفعل والحرف، فإن قيل فلم حقق كل واحد منها بعد ذلك؟
  قلنا هذا على سبيل الجملة، وتحقيق كل واحد منها [٢ ظ] على انفراده على سبيل التفصيل.
  قوله: (الكلام) اسم مصدر كالطلاق والعتاق، لأنه من كلّم وقياسه
(١) السّنخ الأصل من كل شيء، ورجع فلان إلى سنخ الكرم، والسّنخ والأصل واحد، ينظر اللسان مادة (سنخ)، ٣/ ٢١١٤.
(٢) أبو الأسود الدؤلي ظالم بن عمرو أول من وضع أسس النحو، وهو من سادات التابعين، صحب عليا ¥، وهو ثقة شيعي شاعر روى عن عمر وعلي وابن عباس وأبي ذر وغيرهم توفي سنة ٦٩ هـ. ينظر ترجمته في البغية ٢/ ٢٢، ٢٣، ومعجم الأدباء ١٢/ ٣٤ - ٣٨ وفيات الأعيان ١/ ٢٤٠، والإصابة في تممييز الصحابة ٧/ ١٣ وإنباه الرواة ١/ ٤٨ وما بعدها.