النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

[جواز حذف العائد]

صفحة 686 - الجزء 2

  الإضافة لا تفيد إلا مع بقاء لفظها وقد يرجع بهذا الشرط إلى أنه مما لا يصح إضماره⁣(⁣١).

  قوله: (و (ما) الاسمية) يحترز عن الحرفية، فقد تقدمت معانيها وللاسمية خمسة معان، وإنما دخل سائر المعاني ضمن الموصول لما كانت مبنية ووافق لفظها لفظ الموصول.

  (فالموصولة) نحو: {ما عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَما عِنْدَ اللَّهِ باقٍ}⁣(⁣٢).

  و (الاستفهامية) نحو: {وَما تِلْكَ بِيَمِينِكَ يا مُوسى}⁣(⁣٣).

  و (شرطية) نحو: {ما نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِها}⁣(⁣٤) وهي في هذه المواضع [ظ ٨٥] لما لا يعقل⁣(⁣٥)، ولا تستعمل فيمن يعقل إلا مجازا، في مواضع حيث يراد العموم نحو: {وَلِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ}⁣(⁣٦) أو التعظيم والإبهام فتنزله منزلة غير المعلوم لخروجه عن النظائر نحو: (سبحان ما سبح الرعد بحمده)⁣(⁣٧)، (سبحان من سخركن لنا)⁣(⁣٨)، أو المقابلة نحو: {لا أَعْبُدُ ما تَعْبُدُونَ ٢ وَلا


(١) ينظر شرح المفصل ٣/ ١٥٨، وشرح الرضي ٢/ ٤٦.

(٢) النحل ١٦/ ٩٦، وتمامها: {ما عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَما عِنْدَ اللَّهِ باقٍ وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ ما كانُوا يَعْمَلُونَ}

(٣) طه ٢٠/ ١٧.

(٤) البقرة ٢/ ١٠٦، وتمامها: (ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها ألم تعلم أن اللّه على كل شيء قدير).

(٥) وذهب إليه ابن مالك في شرح التسهيل السفر الأول ١/ ٩٩.

(٦) البقرة ٢/ ٢٨٤، وتمامها: {... وَإِنْ تُبْدُوا ما فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}

(٧) ينظر هذا القول في شرح المفصل ٤/ ٥ - ٦.

(٨) يروى في شرح المفصل: (سبحان ما سخركن لنا) ٤/ ٥ - ٦، وينظر شرح الرضي ٢/ ٥٥، ويرويه: =