النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

[ما كان بمعنى الأمر أو الماضي]

صفحة 701 - الجزء 2

  وجها هذه ست و (أيهات) و (هيهات) و (أيهات) و (هاهات) و (أيهاك) وكل منهما مكسور الآخر ومضمومة ومفتوحة منونا وغير منون. ومن الماضي (سرعان) و (وشكان) و (شتّان) بمعنى قرب إفترق⁣(⁣١)، وأما التي للمستقبل على كلام الزمخشري⁣(⁣٢) وغيره فنحو: (أفّ) بمعنى أتضجر فيها إحدى عشرة لغة: بالحركات من غير تنوين، وبالحركات مع التنوين والسكون فخففا كمن و (أفي) ك (بشرى) حمالا، و (إفّ) بكسر الهمزة والفاء بلا تنوين، و (أفّة) منونة وغير منونة قد يتبع (الوقة) (تفة) وقد يرفع ك (ويل)، ومنها (أوّه) بمعنى أتوجع وفيها لغات بسكون الواو وتشديدها وقبلها همزة ومنها (وي) بمعنى أتعجب قال تعالى: {وَيْكَأَنَّ اللَّهَ}⁣(⁣٣) وفيها خلاف، فعند البصريين أنها (وي) دخلت على كاف التشبيه وعند الكوفيين دخلت على (أن)⁣(⁣٤).

  قوله: (وفعال بمعنى الأمر) أسماء الأفعال على أضرب، جوامد مرتجلة نحو: (صه ومه وإيه) ومنقولة عن مصدر نحو: (رويدا) و (التجاءك) و (فداءك) ولا تقاس، وعن طرف وهو الإغراء نحو: (عليك) و (إليك)


= الصنّعاني: هو الحسن بن محمد بن الحسن بن حيدر بن علي العدوي أبو الفضائل ويقال له الصّاغاني حامل لواء اللغة في زمانه، ولد سنة ٥٧٧ هـ، ومات ٦٠٥ هـ وله من التصانيف: مجمع البحرين في اللغة، والتكملة على الصحاح، والعباب، والشوارد في اللغات، وشرح البخاري مجلد، وشرح أبيات المفصل، وغير ذلك. ينظر ترجمته في البغية ١/ ٥١٩ - ٥٢٠.

(١) ينظر شرح المفصل ٤/ ٦٨، قال الرضي في شرحه ٢/ ٧٤: (بمعنى (سرع) و (قرب) مع تعجب أي ما أقرب وما أسرع)، وفي الهمع ٥/ ١٢٣ بمعنى اقترب.

(٢) ينظر المفصل ١٦٣، وشرح المفصل ٤/ ٧٠، وشرح الرضي ٢/ ٧٤ - ٧٥.

(٣) القصص ٢٨/ ٨٢ وتمامها: {وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَيَقْدِرُ ...}.

(٤) ينظر شرح المفصل ٤/ ٧٦ وما بعدها.