النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

الكلمة والكلام

صفحة 71 - الجزء 1

  وأما الاصطلاح فقوله: (ما تضمن كلمتين بالإسناد). فقوله: (ما) جنس للحدّ، فلو قال: (قول تضمّن)، أو كلمتان أسندت إحداهما إلى الأخرى لكان أولى⁣(⁣١)، ويدخل في (تضمن) المنطوق به، نحو: (زيد قائم)، والمقدر نحو: (قم) بخلاف ما لو قال: (تركّبت)، لأن التركيب يستدعي التعدد لفظا، قال ابن الحاجب⁣(⁣٢) قوله: (كلمتين)، يحترز عن الكلمة الواحدة، وقوله بالإسناد: يعني (المفيد) كإسناد الجمل، ويخرج المضاف والمضاف إليه وسائر المركبات لأن إسنادها غير مفيد، لأن المراد بالإسناد، نسبة أحد الجزأين إلى الآخر لإفادة المخاطب، ولا يقال: هذا إضمار في الحد، لأن اللام للعهد، إذ المشهور من الإسناد في اصطلاح النحاة: إسناد الجمل وهو المفيد، ويرد على حده من إسناد الجمل نحو: (إن قام زيد)، فإنه تضمن كلمتين بالإسناد وليس بكلام، فقيل: إنّ دخول حرف الشرط حالة عارضة ولا عبرة به، وقال الأندلسي⁣(⁣٣) والإمام يحيى⁣(⁣٤) بن حمزة: لا بد في الحد من أن يقال: (وحسن السكوت عليه)⁣(⁣٥).


(١) ينظر شرح المفصل ١/ ٢.

(٢) ينظر شرح المصنف ٦.

(٣) الأندلسي هو القاسم بن أحمد بن الموفق بن جعفر الأندلسي الإمام أبو محمد اللورقي النحوي المتوفى ٦٦١ هـ. قال ياقوت عنه: إمام في العربية عالم بالقراءات صنف شرح المفصل في أربعة مجلدات، وشرح الجزولية والشاطبية ينظر ترجمته في البغية ٢/ ٢٥٠، ومعجم الأدباء ١٦/ ٢٣٤.

(٤) الإمام يحي بن علي بن إبراهيم العلوي الطالبي ولد ٦٦٩ هـ ومات ٧٤٥ هـ له مصنفات كثيرة في أكثر العلوم العربية والإسلامية منها الأزهار الصافية في شرح المقدمة الكافية، وشرح الطراز في البلاغة.

تنظر ترجمته في البدر الطالع ٢/ ٣٣١، والأعلام ٨/ ١٤٣ - ١٤٤، وينظر رأيه في الأزهار الصافية شرح المقدمة الكافية ٢٦ - ٢٧.

(٥) وهذا ما ذهب ابن مالك في ألفيته وهو ما اصطلح عليه النحاة وهو اللفظ المفيد فائدة =