[ما كان بمعنى الأمر أو الماضي]
  يوجب بناء، وقال بعضهم: لتضمنه لام التعريف ك (أمس).
  قوله: (وعلما للأعيان مؤنثا)(١) يعني أن فعال يكون أيضا علما للأعيان مؤنثا، وإنما قال (علما) يحترز عن الصفة نحو (فساق) للأعيان يحترز من علم المعاني ك (فجار)، قوله: (مؤنثا) تنبيه على أنه هذا النوع والثلاثة المذكورة قبله لا تكون معدولة إلا عن مؤنث، واستدلوا على تأنيث أسماء الأفعال بقوله:
  [٤٥٣] ولأنت أشجع من أسامة إذ ... دعيت نزال ولجّ في الذّعر(٢)
  قوله: (ك قطام وغلاب)، هذا من أمثلة الأعيان ومنه (حذام وسجاح) وفي البهائم نحو: (سكاب) و (حضار) لفرسين، و (عزار) لبقرة، وفي الجماد نحو: (لصاف) لجبل، و (ظفار) لبلد من بلاد حمير(٣).
(١) ينظر الكتاب ٣/ ٧٨، والمفصل ١٥٩، وشرح المفصل ٤/ ٦٤، والإيضاح في شرح المفصل ١/ ٥٠١، وشرح الرضي ٢/ ٧٩.
(٢) البيت من الكامل، وهو لزهير بن أبي سلمى في ديوانه ٨٩، ينظر الكتاب ٣١/ ٢٧١، وشرح أبيات سيبويه ٢/ ٢٣١، والمقتضب ٣/ ٣٧٠، والشعر والشعراء ١/ ١٤٥، والإنصاف ٢/ ٥٣٥، وشرح المفصل ٤/ ٢٦، وشرح الرضي ٢/ ٧٦، وخزانة الأدب ٦/ ٣١٧، وهمع الهوامع ٥/ ١١٩.
ويروى في الكتاب وغيره:
ولنعم حشو الدرع أنت إذا
والشاهد فيه قوله: (دعيت نزال) وهو من باب الإسناد اللفظي لا المعنوي، لأن أسماء الأفعال لا يسند إليها ولا يخبر عنها، ونزال اسم فعل ل (انزل) ودل على أنه مؤنث دخول التاء في فعله وهو دعيت وإنما أخبر على طريق الحكاية ...
(٣) ينظر هذه الأمثلة وغيرها في شرح المفصل ٤/ ٦٢، وشرح الرضي ٢/ ٧٧ - ٧٨.