النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

[ما كان بمعنى الأمر أو الماضي]

صفحة 706 - الجزء 2

  قوله: (مبني في الحجاز) يعني أن الحجازيين⁣(⁣١) يبنون جميع هذا النوع على الكسر لمشابهته لاسم الفعل عدلا وزنة، سواء كان العدل تحقيقا أو تقديرا.

  قوله: (معرب في بني تميم) يعني أن التميميين يعربونه إعراب ما لا ينصرف.

  قوله: (إلا ما آخره راء نحو حضار) يعني ما كان آخره راء فبنو تميم يوافقون الحجازيين⁣(⁣٢) في منازعة على الكسر، لأن من لغتهم الإمالة، وكسر الراء يستدعي الإمالة، وبعض التميميين يعربونه إعراب مالا ينصرف مطلقا، ولا يفرقون بين ما آخره راء وبين غيره، وحكى بعضهم أنهم يمنعون الصرف فيما ليس آخره راء ويجيزون فيما آخره راء الوجهين، وعليه:

  [٤٥٤] ومرّ دهر على وبار ... فهلكت جهرة وبار⁣(⁣٣)


(١) ينظر رأي الحجازيين والتميميين في شرح المفصل ٤/ ٦٤، وشرح الرضي ٢/ ٧٩.

(٢) ينظر شرح المصنف ٧٧، وشرح الرضي ٢/ ٧٩، قال سيبويه في الكتاب ٣/ ٢٧٨: (فأما ما كان آخره راء فإن أهل الحجاز وبني تميم فيه متفقون، ويختار بنو تميم فيه لغة أهل الحجاز كما اتفقوا في (يرى)، والحجازية هي اللغة الأولى والقدمى). قال السيرافي في الهامش من الصفحة نفسها: (فلذا اختاروا - أي بنو تميم - موافقة أهل الحجاز كما وافقوهم في (يرى)، وبنو تميم من لغتهم تحقيق الهمزة، وأهل الحجاز يخففون، فوافقوهم في تخفيف الهمزة من يرى)، وأصلها (يرأى).

(٣) البيت من مخلع البسيط، وهو للأعشى كما في ديوانه ٣٣١، وينظر الكتاب ٣/ ٢٧٩، وشرح أبيات سيبويه ٣/ ٢٤، والمقتضب ٣٠/ ٥٠، وينظر المفصل ١٦٠، وينظر شرح المفصل ٣٤/ ٤٦٤، وأمالي ابن الحاجب ١/ ٣٦٤، وأوضح المسالك ٤/ ١٣٠، واللسان مادة (وبر) ٦/ ٤٧٥٣، وهمع الهوامع ١/ ٩٤.

والشاهد فيه قوله: (وبار) أعربت وبار الثانية ورفعت للضرورة بينما بنيت (وبار) الأولى على أنها علم