النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

الكلمة والكلام

صفحة 79 - الجزء 1

  ما خلا الترنم، فإنه لا يختص بالاسم وإنما اختص به تنوين التمكين لأنه دليل على تمكن الاسم في الإعراب، والأفعال غير متمكنة فيه، وتنوين التنكير لأنه دليل على تنكير أسماء مخصوصة كانت معارف، والأفعال نكرات من أول وهلة لا يدخلها التعريف، فلم تحتج إلى تنكير وتنوين العوض لأنه [ظ ٤] في الأصل عوض عن حذف المضاف إليه، والأفعال لا تضاف وما كان عوضا عن حرف أو إعلال محمول على العوض في المضاف إليه وتنوين المقابلة، لأنه عوض عن نون الجمع في المذكر السالم والأفعال لا تجمع⁣(⁣١).

  قوله: (الإسناد إليه) يعني كونه فاعلا أو مبتدأ هذه العلامات المعنوية، وإنما كان الإسناد إليه من خواص الاسم⁣(⁣٢)، لأنه وضع لأن يسند ويسند إليه، لأنه محكوم عليه، والأفعال محكوم بها، فلم تقع إلا مسندة دائما، فلو أسند إليها لكانت مسندة ومسندا إليها في حالة واحدة وهو محال.

  قوله: (والإضافة) يريد الإضافة لا بحرف ملفوظ به، نحو: (غلام زيد وضارب زيد)، بخلاف الإضافة بحرف ملفوظ به، نحو: (مررت بزيد) فإنّ (مررت) مضافا إلى (زيد) بواسطة حرف جر، وإنما كانت الإضافة لا بحرف ملفوظ به من خواص الاسم، لأنها لا تخلو من تعريف⁣(⁣٣) أو تخصيص أو تخفيف، ولا يصح ذلك في الفعل لأنه لا يتعرف ولا يتخصص لتوغله في التنكير، والتخفيف إنما يكون بسقوط تنوين أو نون تثنية أو جمع، والفعل لا ينون ولا يثنى ولا يجمع.


(١) ينظر شرح الرضي ١/ ١٣.

(٢) ينظر حاشية شرح الرضي ١/ ١٥، وشرح التسهيل السفر الأول ١/ ٩ وما بعدها.

(٣) ينظر شرح المفصل ١/ ٢٥، وشرح التسهيل السفر الأول ١/ ١١.