النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

[اعراب المميزات]

صفحة 787 - الجزء 2

  وقال:

  [٥١١] ثلاثة أنفس وثلاث ذود ... لقد جار الزمان على عيالي⁣(⁣١)

  والأجود اعتبار اللفظ، لأنهم لمّا حكموا على هذه الألفاظ بالتذكير والتأنيث لم يعتبروا مدلولاتها، لأنك تقول (هذا شخص حسن رأيته) وإن كان مؤنثا لا تقول: (حسنة) و (نفس حسنة رأيتها) وإن كان مذكرا، ولا تقول (حسن) وبعضهم قال: لا يجوز اعتبار المعنى إلا في ضرورة شعر.

  قوله: (ولا يميز واحد واثنان) [استغناء بلفظ التمييز عنهما مثل (رجل) و (رجلان) لإفادته النص المقصود بالعدد]⁣(⁣٢)، وذلك لأن المقصود بلفظ الأعداد الدلالة بنصوصية العدد، فلو أتوا بالجمع وقالوا (رجال) لم يعلم عددهم، ولو أتوا بالعدد، وقالوا (ثلاثة) لم يعلم ما هم فجمعوا بين العدد وتمييزه لذلك، بخلاف (واحد) و (اثنان) فإن تمييزها يغني عنهما وهما (رجل) و (رجلان) فلو ذكرت العدد وقلت (واحد رجل) و (اثنان رجلين) لم يكن لذكره فائدة، وقد شذّ بقوله:

  [٥١٢] ... - ... ظرف عجوز فيه ثنتا حنظل⁣(⁣٣)


= والشاهد فيه قوله: (ثلاث شخوص) والقياس ثلاثة شخوص لأن الشخص مذكر لكن الشاعر راعى المعنى المقصود من الشخوص والذي رشّحه قواه ذكر الكاعبين والمعصر.

(١) البيت من الوافر، وهو للحطيئة في ديوانه ٢٧٠، وينظر الكتاب ٣/ ٥٦٥، ومجالس ثعلب ١/ ٣٠٤، والخصائص ٢/ ٤١٢، وشرح التسهيل لابن مالك السفر الثاني ١/ ١٢٢، والأغاني ٢/ ١٤٤، والإنصاف ٢/ ٧٧١، وأوضح المسالك ٤/ ٢٤٦، وهمع الهوامع ٤/ ٧٥، وخزانة الأدب ٧/ ٣٦٧.

والشاهد فيه قوله: (ثلاثة أنفس) والقياس ثلاث أنفس لأن النفس مؤنثة لكنه أنت ثلاثة لكثرة إطلاق النفس على الشخص، وثلاث ذود حيث أضيف ثلاث إلى اسم الجمع ذود وهذا جائز.

(٢) ما بين الحاصرتين زيادة من الكافية المحققة (١٦٨).

(٣) الرجز لخطام المجاشعي أو لجندل بن المثنى أو لغيرهما، ينظر الكتاب ٣/ ٥٦٩، والمقتضب ٢/ ١٥٦، وشرح