النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

[اعراب المميزات]

صفحة 790 - الجزء 2

  قوله: (الأول والثاني والأولى والثانية إلى العاشر والعاشرة والحادي عشر والحادية عشرة) يعني أنك تستعمله باعتبار حالة في المفردات والمركبات جميعا، وتضيفه إلى ما هو مثله تقول: (ثاني اثنين) و (ثالث ثلاثة) إلى (عاشر عشرة وحادي عشر) إلى (تاسع تسعة عشر) وكذلك في المؤنث (ثانية ثنتين إلى تاسعة عشرة، وقال صاحب البرود:

  قوله: (الأول) لا يستقيم فيه معنى أحدهما لأنه لا يقول ذلك إلا في متعدد وأيضا ليس الأول اسم فاعل، ولهذا لا يذكره كثير من النحاة هنا، والجواب عن الأول أن مراده (أول اثنين) و (أولى ثنتين) ولم يقل (واحد) و (اثنتين) و (واحدة ثنتين) لأن الواحد إنما يراد به العدد، والمقصود هنا الصفة، فغيّر لفظ الواحد إلى (إلى الأول كما غير الاثنين إلى الثاني تنبيها على الفرق، وأما الحادي عشر والحادية عشرة فإنه لم يستعمل باعتبار التصيير صح، وإنما يستعمل باعتبار الحال، ولهذا تقول: (الحادي عشر) و (الحادية عشرة) فإنه لم يستعمل تذكير الجزءين مع المذكر في تأنيثهما مع المؤنث. قال المصنف: وما وقع في بعض نسخ المفصل نحو (الحادية عشر) فغلط⁣(⁣١)، وحكى بعض النحويين عن السيرافي⁣(⁣٢) أنه قال: لا أعلم خلافا في جواز (حادية عشر) بحذف التاء من الثاني، والجواب عن الثاني، أنه لم يتعرض لبيان اسم الفاعل فقط، إنما هو فيما يستعمل بمعنى أحدها، وهذا يصح بغير اسم الفاعل، وحاصل الكلام في اعتبار حاله أن العدد إن كان واحدا، لم يجز، لأنه لا بد من إضافته إلى عدد،


(١) ينظر شرح المصنف ٨٦.

(٢) ينظر رأي السيرافي في شرح الرضي ٢/ ١٥٩.