النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

[اعراب المميزات]

صفحة 791 - الجزء 2

  ولا يصح في الواحد، لأنه لا بعض له، فلا تقول: (أول واحد) ولا (واحد واحد) وإن كان من اثنين إلى عشرة جاز اتفاقا تقول: (ثاني اثنين) و (ثالث ثلاثة) قال تعالى: {ثانِيَ اثْنَيْنِ}⁣(⁣١) وقال: {ثالِثُ ثَلاثَةٍ}⁣(⁣٢) فقال سيبويه:⁣(⁣٣) هو أكثر من ثالث اثنين وإن كان مركبا نحو (حادي عشر وأحد عشر) فأجازه البصريون ومنعه الكوفين⁣(⁣٤) لأنه لا يشتق من المركب، وإن كان عقدا، لم يجز عند الجمهور⁣(⁣٥) لا تقول: (عاشر عشرين) ولا (ثالث ثلاثين) خلافا للكسائي⁣(⁣٦)، وإنما يقولون: هذا تمام العشرين أو أحد العشرين، واسم الفاعل في هذه المعنى غير عامل، لأنه ليس مشتقا من فعل، وأجاز بعضهم إعماله كالأول.

  قوله: (ومن ثم⁣(⁣٧) قيل في الأول: ثالث اثنين أي [ظ ٩٨] مصيرها من ثلاثتهما)⁣(⁣٨) أي ومن أجل أن اسم الفاعل الذي للعدد يقال باعتبارين، لزم في الأول وهو الذي بمعنى التصيير أن تضيفه إلى ما هو دونه لواحد، ليمكن أن يصير مثل المشتق منه، فتقول: (ثالث اثنين) أي مصيرهما


(١) التوبة ٩/ ٤٠ وتمامها: {إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُما فِي الْغارِ إِذْ يَقُولُ لِصاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنا ...}.

(٢) المائدة ٥/ ٧٣، وتمامها: {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قالُوا إِنَّ اللَّهَ ثالِثُ ثَلاثَةٍ وَما مِنْ إِلهٍ إِلَّا إِلهٌ واحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ}

(٣) ينظر الكتاب ٣/ ٥٥٩.

(٤) ينظر الإنصاف ١/ ٣٢٢.

(٥) ينظر شرح الرضي ٢/ ١٥٩.

(٦) ينظر شرح التسهيل لابن مالك السفر الثاني ١/ ١٤٤.

(٧) في الكافية المحققة (ثمت) بدل (ثم).

(٨) قال المصنف في شرحه ٨٦: يعني أنك إذا أضفته فإنما تضيفه إلى عدد أقل منه، فلو أضفته إلى عدد أكثر منه أو مساو فسد المعنى لأن ثالثا لا تصير (ثلاثة ثلاثة) وإنما تصير (اثنين اثنين).