النجم الثاقب شرح كافية ابن الحاجب،

صلاح بن علي بن محمد (المتوفى: 849 هـ)

الإعراب

صفحة 88 - الجزء 1

  الفعل، فأخّره إلى الفعل وإنما كان الإعراب ثلاثة لوجهين:

  أحدهما: مناسبته للكلام لأن مخارجه ثلاثة: الحلق والفم والشفة.

  الثاني: أن معاني الاسم ثلاثة فاعلية ومفعولية وإضافة، فكان الإعراب الذي جاء للمعاني ثلاثة مناسبة. فالرفع من الشفة وهو أول المخارج للأول من المعاني وهو الفاعلية، والنصب من الحلق للمفعولية لكثرتها، والجر من وسط الفم لثقله⁣(⁣١).

  قوله: (فالرفع علم الفاعلية) إنما أتى بياء النسب ليستغرق الفاعل وما حمل عليه كالمبتدأ أو غيره، وعلاماته ثلاثة⁣(⁣٢) الضمّ والألف والواو نحو:

  (جاء زيد والزيدان والزيدون وأبوك).

  قوله: (والنصب علم المفعولية) ليدخل المفعول وما حمل عليه، وعلاماته أربع:⁣(⁣٣) الفتح والكسر والألف والياء نحو: (إنّ زيدا والمسلمات وأباك والزّيدين الزّيدين قائمون).

  قوله: (والجر علم الإضافة) أي علم المضاف إليه معنى أو لفظا، ك (غلام زيد)، (وحسن الوجه) ولم يقل الإضافية لما كانت سببا واحدا،


(١) ينظر شرح الرضي حيث أورد دلالة مخارج الحركات الضم والنصب والكسر والجزم في ١/ ٢٤.

(٢) ينظر المصدر السابق.

(٣) ينظر الرضي ١/ ٢٤. قال الرضي في شرحه ١/ ٢٥: (إنما بين العامل لاحتياج قوله قبل: ويختلف آخره لاختلاف العامل إلى بيانه. وبعني بالتقوم نحوا من قيام العرض بالجوهر، فإن معنى الفاعلية والمفعولية والإضافة كون الكلمة عمدة أو فضلة أو مضافا إليها وهي كالأعراض القائمة بالعمدة والفضلة والمضاف إليه بسبب توسط العامل فالموجد لهذه المعاني المتكلم والآلة العامل، وفحلها الاسم وكذا الموجد لعلامات هذه المعاني هو المتكلم لكن النحاة جعلوا الآلة كأنها هي الموجدة للمعاني وعلاماتها فلهذا سميت الآلات عوامل ...)