[كلم المجازاة]
  [٦٣٩] إن يسمعوا سبة طاروا بها فرحا ... منى وما علموا من صالح دفنوا(١)
  وهذا القسم أضعفها.
  قوله: (وإن كان الثاني فالوجهان) يعني وإن كان الجزاء مضارعا والشرط ماضيا جاز الجزم بالشرط والرفع، إما بتقدير (ما) مبتدأ، كقول المبرد(٢) أو على التقديم كقول سيبويه(٣) قالوا: لأنه لما بعد حرف الشرط ضعف من الجزم، وقوله تعالى: {مَنْ كانَ يُرِيدُ الْحَياةَ الدُّنْيا وَزِينَتَها نُوَفِّ}(٤) {مَنْ كانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَنْ كانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيا نُؤْتِهِ مِنْها}(٥) وقوله:
  [٦٤٠] دسّت رسولا بأن القوم إن قدروا ... عليك يشفوا صدورا ذات توغير(٦)
(١) البيت من البسيط، وهو لقعنب بن أم صاحب، والبيت في معاني القرآن للفراء ٢/ ٢٧٦، والمحتسب ١/ ٢٠٦، وسمط اللاليء ٣٦٢، وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ٣/ ١٤٥٠، والبحر المحيط ٨/ ٤٣٨، وشرح التسهيل السفر الثاني ٢/ ١٠٥٢، ومغني اللبيب ٩٠٨، وشرح شواهد المغني ٢/ ٩٦٥، ويروى في البحر المحيط إن يأذنوا ريبة بدل يسمعوا ريبة.
والشاهد فيه قوله: (إن يسمعوا طاروا) حيث جاء فعل الشرط مضارعا مجزوما، وجوابه ماضيا، وهذا قليل للضرورة.
(٢) ينظر المقتضب ٢/ ٣٣٤ - ٣٣٥، والأصول ٢/ ١٩٠، وقد خالف ابن السراج أستاذه المبرد في ٢/ ١٩١: وهذا الذي قاله أبو العباس | لست أقوله ولا يجوز أن تكون (إن) تخلو من الفعل المستقبل.
(٣) ينظر الكتاب ٣/ ٦٧.
(٤) هود ١١/ ١٥، وتمامها: {مَنْ كانَ يُرِيدُ الْحَياةَ الدُّنْيا وَزِينَتَها نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمالَهُمْ فِيها وَهُمْ فِيها لا يُبْخَسُونَ}
(٥) الشورى ٤٢/ ٢٠، وتمامها: {وَما لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ}
(٦) البيت من البسيط، وهو للفرزدق في ديوانه ١/ ٢١٣، وينظر الكتاب ٣/ ٦٩، وشرح أبيات سيبويه ٢/ ٩٠، =