شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

يصرف الممنوع من الصرف، ويمنع المصروف للضرورة

صفحة 342 - الجزء 2

  ينصب المضارع إذا صحبه حرف ناصب، وهو «لن، أو كى، أو أن، أو إذن» نحو «لن أضرب، وجئت كى أتعلّم، وأريد أن تقوم، وإذن أكرمك - فى جواب من قال لك: آتيك».

  وأشار بقوله «لا بعد علم» إلى أنه إن وقعت «أن» بعد علم ونحوه - مما يدلّ على اليقين - وجب رفع الفعل بعدها، وتكون حينئذ مخفّفة من الثقيلة، نحو «علمت أن يقوم»⁣(⁣١)، التقدير: أنّه يقوم، فخففت أنّ، وحذف اسمها، وبقى خبرها، وهذه هى غير الناصبة للمضارع؛ لأن هذه ثنائية لفظا ثلاثية وضعا، وتلك ثنائية لفظا ووضعا.

  وإن وقعت بعد ظن ونحوه - مما يدل على الرّجحان - جاز فى الفعل بعدها وجهان:

  أحدهما: النصب، على جعل «أن» من نواصب المضارع.

  الثانى: الرفع، على جعل «أن» مخففة من الثقيلة.

  فتقول: «ظننت أن يقوم، وأن يقوم» والتقدير - مع الرفع - ظننت أنّه يقوم، فخففت «أنّ» وحذف اسمها، وبقى خبرها، وهو الفعل وفاعله.

  * * *


= فى محل رفع خبر المبتدأ - وهو قوله «التى» فى البيت السابق - «بها» جار ومجرور متعلق بانصب «والرفع» مفعول مقدم لصحح «صحح» فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت «واعتقد» فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت «تخفيفها» تخفيف: مفعول به لاعتقد، وتخفيف مضاف وها مضاف إليه «من أن» جار ومجرور متعلق بتخفيف «فهو» الفاء للتعليل، هو: ضمير منفصل مبتدأ «مطرد» خبر المبتدأ.

(١) ومن ذلك قول الشاعر، وهو الشاهد رقم ١٠٧ السابق فى باب إن وأخواتها:

علموا أن يؤمّلون فجادوا ... قبل أن يسألوا بأعظم سؤال