شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

المواضع التي يجوز فيها وصل الضمير وفصله

صفحة 105 - الجزء 1

  ١٦ - إذا قالت حذام فصدّقوها ... فإنّ القول ما قالت حذام

  * * *


١٦ - هذا البيت قيل إنه لديسم بن طارق أحد شعراء الجاهلية، وقد جرى مجرى المثل، وصار يضرب لكل من يعتد بكلامه، ويتمسك بمقاله، ولا يلتفت إلى ما يقول غيره، وفى هذا جاء به الشارح، وهو يريد أن سيبويه هو الرجل الذى يعتد بقوله، ويعتبر نقله؛ لأنه هو الذى شافه العرب، وعنهم أخذ، ومن ألسنتهم استمد.

المفردات: «حذام» اسم امرأة، زعم بعض أرباب الحواشى أنها الزباء، وقال: وقيل غيرها، ونقول: الذى عليه الأدباء أنها زرقاء اليمامة، وهى امرأة من بنات لقمان بن عاد، وكانت ملكة اليمامة، واليمامة اسمها، فسميت البلد باسمها، زعموا أنها كانت تبصر من مسيرة ثلاثة أيام، وهى التى يشير إليها النابغة الذبيانى فى قوله:

واحكم كحكم فتاة الحىّ إذ نظرت ... إلى حمام سراع وارد الثّمد

قالت: ألا ليتما هذا الحمام لنا ... إلى حمامتنا أو نصفه فقد

الإعراب: «إذا» ظرف تضمن معنى الشرط «قالت» قال: فعل ماض، والتاء للتأنيث «حذام» فاعل قال، مبنى على الكسر فى محل رفع «فصدقوها» الفاء واقعة فى جواب إذا، وصدق: فعل أمر مبنى على حذف النون، والواو فاعل، وها: مفعول به «فإن» الفاء للعطف، وفيها معنى التعليل، وإن: حرف توكيد ونصب «القول» اسم إن منصوب بالفتحة الظاهرة «ما» اسم موصول خبر إن، مبنى، على السكون فى محل رفع «قالت» قال: فعل ماض، والتاء للتأنيث «حذام» فاعل قالت، والجملة من الفعل والفاعل لا محل لها من الإعراب صلة الموصول، والعائد محذوف، أى ما قالته حذام.

التمثيل به: قد جاء الشارح بهذا البيت وهو يزعم أن مذهب سيبويه أرجح مما ذهب إليه الناظم، وكأنه أراد أن يعرف الحق بأن يكون منسوبا إلى عالم جليل كسيبويه، وهى فكرة لا يجوز للعلماء أن يتمسكوا بها، ثم إن الأرجح فى المسألة ليس هو ما ذهب إليه سيبويه والجمهور، بل الأرجح ما ذهب إليه ابن مالك، والرمانى، وابن الطراوة من أن الاتصال أرجح فى خبر كان وفى المفعول الثانى من معمولى ظن وأخواتها، وذلك