شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

تختص لو الشرطية بالفعل إذا وقع بعد لو الشرطية مضارع انصرف إلى الماضي

صفحة 392 - الجزء 2

  أى: فلا قتال، وحذفت فى النثر أيضا: بكثرة، وبقلة؛ فالكثرة عند حذف القول معها، كقوله ø: {فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمانِكُمْ؟} أى فيقال لهم: أكفرتم بعد إيمانكم، والقليل: ما كان بخلافه، كقوله : «أما بعد ما بال رجال يشترطون شروطا ليست فى كتاب الله»⁣(⁣١) هكذا وقع فى صحيح البخارى «ما بال» بحذف الفاء، والأصل: أما بعد فما بال رجال، فحذفت الفاء.

  * * *


= سيرا، وجملة هذا الفعل المحذوف مع فاعله فى محل رفع خبر لكن، ويجوز أن يكون قوله «سيرا» هو اسم لكن، وخبره محذوف، والتقدير. ولكن لكم سيرا - إلخ «فى عراض» جار ومجرور متعلق بالفعل المحذوف على الأول، وبقوله سيرا على الثانى، وعراض مضاف و «المراكب» مضاف إليه.

الشاهد فيه: قوله «لا قتال لديكم» حيث حذف الفاء من جواب أما، مع أن الكلام ليس على تضمن قول محذوف، وذلك للضرورة، ومثله قول الآخر:

فأمّا الصّدور لا صدور لجعفر ... ولكنّ أعجازا شديدا صريرها

فحذف الفاء من «لا صدور لجعفر» وليس على تقدير القول، وقوله «ولكن أعجازا» تقديره «ولكن لهم أعجازا» نظير ما ذكرناه فى قول الحارث «ولكن سيرا» فى أحد الوجهين.

(١) يمكن تخريج هذا الحديث على تقدير القول، فتكون من النوع الذى يكثر فيه حذف الفاء كالآية، والتقدير: أما بعد فأقول: ما بال رجال، وقد روى أن السيدة عائشة - رضى الله تعالى عنها! - قالت «أما الذين جمعوا بين الحج والعمرة طافوا طوافا واحدا» فهذا على حذف الفاء، وليس على تقدير قول قطعا، لأنه إخبار عن شئ مضى.