شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

نون الوقاية قبل ياء المتكلم مع الحرف

صفحة 111 - الجزء 1

  ذكر فى هذين البيتين حكم نون الوقاية مع الحروف؛ فذكر «ليت» وأن نون الوقايه لا تحذف منها، إلا ندورا، كقوله:

  ١٨ - كمنية جابر إذ قال: ليتى ... أصادفه وأتلف جلّ مالى


«بعض» فاعل خفف، وبعض مضاف، و «من» اسم موصول: مضاف إليه، مبنى على السكون فى محل جر «قد» حرف تحقيق «سلفا، فعل ماض، والألف للاطلاق، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود على من الموصولة، والجملة من سلف وفاعله لا محل لها من الإعراب صلة الموصول الذى هو من.

١٨ - هذا البيت لزيد الخير الطائى، وهو الذى سماه النبى بهذا الاسم، وكان اسمه فى الجاهلية قبل هذه التسمية زيد الخيل؛ لأنه كان فارسا.

اللغة: «المنية» بضم فسكون - اسم للشئ الذى تتمناه، وهى أيضا اسم للتمنى، والمنية المشبهة بمنية جابر تقدم ذكرها فى بيت قبل بيت الشاهد، وذلك فى قوله:

تمنّى مزيد زيدا فلاقى ... أخاثقة إذا اختلف العوالى

كمنية جابر، إذ قال: ليتى ... أصادفه وأفقد جلّ مالى

تلاقينا، فما كنّا سواء ... ولكن خرّ عن حال لحال

ولو لا قوله: يا زيد قدنى؛ ... لقد قامت نويرة بالمآلى

شككت ثيابه لمّا التقينا ... بمطّرد المهزّة كالخلال

«مزيد» بفتح الميم وسكون الزاى: رجل من بنى أسد، وكان يتمنى لقاء زيد ويزعم أنه إلى لقيه نال منه، فلما تلاقيا طعنه زيد طعنة فولى هاربا «أخاثقة» أى صاحب وثوق فى نفسه واصطبار على منازلة الأقران فى الحرب «العوالى» جمع عالية، وهى ما يلى موضع السنان من الرمح، واختلافها: ذهابها فى جهة العدو ومجيئها عند الطعن «جابر» رجل من غطفان، كان يتمنى لقاء زيد، فلما تلاقيا قهره زيد وغلبه «وأتلف» يروى «وأفقد».

الإعراب: «كمنية» جار ومجرور متعلق بمحذوف صفة لموصوف محذوف، والتقدير: تمنى مزيد تمنيا مشابها لمنية جابر، ومنية مضاف و «جابر» مضاف إليه «إذ» ظرف للماضى من الزمان «قال» فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا