نون الوقاية قبل ياء المتكلم مع الحرف
  والكثير فى لسان العرب ثبوتها، وبه ورد القرآن، قال الله تعالى: {يا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ}.
  وأما «لعلّ» فذكر أنها بعكس ليت؛ فالفصيح تجريدها من النون كقوله تعالى - حكاية عن فرعون - (لعلّى أبلع الأسباب) ويقلّ ثبوت النون، كقول الشاعر:
= تقديره هو يعود إلى جابر، والجملة فى محل جر بإضافه إذ إليها «ليتى» ليت: حرف تمن ونصب، والياء اسمه، مبنى على السكون فى محل نصب «أصادف» فعل مضارع، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا، والهاء مفعول به، والجملة فى محل رفع خبر ليت «وأفقد» الواو حالية، وأفقد: فعل مضارع، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا، والجملة فى محل رفع خبر لمبتدأ محذوف، وتقديره: وأنا أفقد، وجملة المبتدأ وخبره فى محل نصب حال «جل» مفعول به لأفقد، وجل مضاف ومال من «مالى» مضاف إليه ومال مضاف وياء المتكلم مضاف إليه.
الشاهد فيه: قوله «ليتى» حيث حذف نون الوقاية من ليت الناصبة لياء المتكلم، وظاهر كلام المصنف والشارح أن هذا الحذف ليس بشاذ، وإنما هو نادر قليل، وهذا الكلام على هذا الوجه هو مذهب الفراء من النحاة؛ فإنه لا يلزم عنده أن تجئ بنون الوقاية مع ليت، بل يجوز لك فى السعة أن تتركها، وإن كان الإتيان بها أولى، وعبارة سيبويه تفيد أن ترك النون ضرورة حيث قال: «وقد قالت الشعراء «ليتى» إذا اضطروا كانهم شبهوه بالاسم حيث قالوا: الضاربى» اه، وانظر شرح الشاهد (٢١) الآنى.
ومثل هذا الشاهد - فى حذف نون الوقاية مع ليت - قول ورقة بن نوفل الأسدى:
فيا ليتى إذا ما كان ذاكم ... ولجت وكنت أوّلهم ولوجا
وقد جمع بين ذكر النون وتركها حارثة بن عبيد البكرى أحد المعمرين فى قوله:
ألا يا ليتنى أنضيت عمرى ... وهل يجدى علىّ اليوم ليتى؟