خطبة الناظم، وإعرابها الكلام وما يتألف منه
  وهو بسبق حائز تفضيلا ... مستوجب ثنائى الجميلا(١)
  والله يقضى بهبات وافره ... لى وله فى درجات الآخره(٢)
= حال من الضمير المستتر فى تقتضى، وفاعل فائقة ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هى «ألفية» مفعول به لاسم الفاعل، وألفية مضاف و «ابن» مضاف إليه، وابن مضاف و «معط» مضاف إليه، وجملة «تقتضى» مع فاعله وما تعلق به من المعمولات فى محل جر عطف على الجملة الواقعة نعتا لألفية أيضا.
(١) «وهو» الواو للاستئناف، وهو: ضمير منفصل مبتدأ «بسبق» جار ومجرور متعلق بحائز الآتى بعد، والباء للسببية «حائز» خبر المبتدأ «تفضيلا» مفعول به لحائز، وفاعله ضمير مستتر فيه «مستوجب» خبر ثان لهو، وفاعله ضمير مستتر فيه «ثنائى» ثناء: مفعول به لمستوجب، وثناء مضاف وياء المتكلم مضاف إليه «الجميلا» نعت لثناء، والألف للاطلاق.
(٢) «والله» الواو للاستئناف، ولفظ الجلالة مبتدأ «يقضى» فعل مضارع مرفوع بضمة مقدرة على الياء، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى الله، والجملة من الفعل الذى هو يقضى والفاعل فى محل رفع خبر المبتدأ «بهبات» جار ومجرور متعلق بيقضى «وافره» نعت لهبات «لى، وله، فى درجات» كل واحد منهن جار ومجرور وكلهن متعلقات بيقضى، ودرجات مضاف و «الاخره» مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة، وسكنه لأجل الوقف، وكان من حق المسلمين عليه أن يعمهم بالدعاء؛ ليكون ذلك أقرب إلى الإجابة.
تنبيه: ابن معط هو الشيخ زين الدين، أبو الحسين، يحيى بن عبد المعطى بن عبد النور الزواوى - نسبة إلى زواوة، وهى قبيلة كبيرة كانت تسكن بظاهر بجاية من أعمال إفريقيا الشمالية - الفقيه الحنفى.
ولد فى سنة ٥٦٤، وأقرأ العربية مدة بمصر ودمشق، وروى عن القاسم بن عساكر وغيره، وهو أجل تلامذة الجزولى، وكان من المتفردين بعلم العربية، وهو صاحب الألفية المشهورة وغيرها من الكتب الممتعة، وقد طبعت ألفيته فى أوربا، وللعلماء عليها عدة شروح.
وتوفى فى شهر ذى القعدة من سنة ٦٢٨ بمصر، وقبره قريب من تربة الإمام الشافعى ¤ جميعا (انظر ترجمته فى شذرات الذهب لابن العماد ٥/ ١٢٩، وفى بغية الوعاة للسيوطى ص ٤١٦، وانظر النجوم الزاهرة ٦/ ٢٧٨.