شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

المواضع التي تبدل فيها الواو والياء

صفحة 552 - الجزء 2

  وذكر هنا أنه إذا اعتلّ لام أحد هذين النوعين فإنه يخفّف بإبدال كسرة الهمزة فتحة ثم إبدالها ياء.

  فمثال الأول قضيّة وقضايا - وأصله قضائى، بإبدال مدة الواحد همزة، كما فعل فى صحيفة وصحائف، فأبدلوا كسرة الهمزة فتحة، فحينئذ: تحركت الياء وانفتح ما قبلها فقلبت ألفا فصارت قضاءا، فأبدلت الهمزة ياء، فصار «قضايا».

  ومثال الثانى زاوية وزوايا - وأصله: زوائى، بإبدال الواو الواقعة بعد ألف الجمع همزة كنيّف ونيائف، فقلبوا كسرة الهمزة فتحة، فحينئذ قلبت الياء ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها [فصارت زواءا]، ثم قلبوا الهمزة ياء، فصار زوايا.

  وأشار بقوله: «وفى مثل هراوة جعل واوا» إلى أنه إنما تبدل الهمزة ياء إذا لم تكن اللام واوا سلمت فى المفرد كما مثل؛ فإن كانت اللام واوا سلمت فى المفرد، لم تقلب الهمزة ياء، بل تقلب واوا؛ ليشاكل الجمع واحده، وذلك حيث وقعت الواو رابعة بعد ألف، وذلك نحو قولهم: «هراوة وهراوى» وأصلها هرائو كصحائف، فقلبت كسرة الهمزة فتحة، وقلبت الواو ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها، فصار هراءا، ثم قلبوا الهمزة واوا؛ فصار «هراوى».

  وأشار بقوله: «وهمزا أول الواوين ردّ» إلى أنه يجب ردّ أول الواوين المصدّرتين همزة، ما لم تكن الثانية بدلا من ألف فاعل، نحو أواصل فى جمع واصلة، والأصل «وواصل» بواوين: الأولى فاء الكلمة، والثانية بدل من ألف فاعلة؛ فإن كانت الثانية بدلا من ألف فاعل لم يجب الإبدال؛ نحو ووفى ووورى - أصله وافى ووارى، فلما بنى للمفعول احتيج إلى ضم ما قبل الألف فأبدلت الألف واوا.

  * * *