شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

الفصل الثاني: في معاني الأبنية

صفحة 601 - الجزء 2

  (٥) ويجئ بناء أفعل للتعدية، نحو أجلس وأخرج وأقام، أو للدلالة على أن الفاعل قد صار صاحب ما اشتقّ منه الفعل، نحو ألبنت الشاة، وأثمر البستان، أو للدلالة على المصادفة، نحو أبخلته وأعظمته، أو للدلالة على السلب، نحو أشكيته وأقذيته، أى: أزلت شكواه وقذى عينه، أو للدلالة على الدخول فى زمان أو مكان، نحو أصحر وأعرق وأتهم وأنجد وأصبح وأمسى وأضحى، أو للدلالة على الحينونة، وهى قرب الفاعل من الدخول فى أصل الفعل، نحو أحصد الزّرع وأصرم النّخل: أى قرب حصاده وصرامه، أو لغير ذلك.

  (٦) ويجئ بناء فعّل للدلالة على التكثير، نحو جوّلت وطوّفت، أو للتعدية، نحو خرّجته وفرّحته، أو للدلالة على نسبة المفعول إلى أصل الفعل نحو كذّبته وفسّقته؛ أو للدلالة على السّلب، نحو قرّدت البعير وقشّرت الفاكهة: أى أزلت قراده وقشرها، أو للدلالة على التوجه نحو ما أخذ الفعل منه، نحو شرّق وغرّب وصعّد، أو لاختصار حكاية المركب، نحو كبّر وهلّل وحمّد وسبّح، أو للدلالة على أن الفاعل يشبه ما أخذ منه الفعل، نحو قوّس ظهر علىّ، أى: انحنى حتى أشبه القوس، أو غير ذلك.

  (٧) ويجئ بناء فاعل للدلالة على المفاعلة، نحو جاذبت عليا ثوبه، أو للدلالة على التكثير، نحو ضاعفت أجر المجتهد، وكاثرت إحسانى عليه، أو للدلالة على الموالاة، نحو تابعت للقراءة، وواليت الصّوم، أو لغير ذلك.

  (٨) ويجئ بناء انفعل للدلالة على المطاوعة، وأكثر ما تكون مطاوعة هذا البناء للثلاثى المتعدّى لواحد، نحو كسرته قانكسر، وقدته فانقاد، وقد يأتى لمطاوعة صيغة أفعل، نحو أغلقت الباب فانغلق، وأزعجت عليّا فانزعج.

  (٩) ويجئ بناء افتعل للدلالة على المطاوعة، ويطاوع الثلاثىّ، نحو جمعته فاجتمع، وغممته فاغتمّ، ويطاوع بناء أفعل، نحو أنصفته فانتصف،