الفصل الرابع: في المثال واحكامه
  ويوخم، ويوقح» وكذا «يوجل، ويوهل» وفى القرآن الكريم: (١٥ - ٥٣): {لا تَوْجَلْ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ عَلِيمٍ}.
  ولم يشذّ من المضارع المضموم العين إلا كلمة واحدة، وهى «يجد» فى لغة عامر، وقد تقدمت.
  وقد شذ من المضارع المفتوح العين عدّة أفعال: فسقطت الواو فيها، وقياسها البقاء، وهى: «يذر، ويسع، ويطأ، ويلع، ويهب، ويدع، ويزع، ويقع، ويضع، ويلغ»(١).
  وشذت أفعال مكسورة العين فى المضارع وقد سلمت من الحذف فى لغة عقيل، وهى: «يوغر، ويوله، ويولغ، ويوحل، ويوهل» وهى عند غير عقيل: مفتوحة العين، أو محذوفة الفاء.
  والأمر - فى هذا كله - كالمضارع، إلّا فيما سلمت واوه من الحذف، وهو مفتوح العين أو مكسورها؛ فإن الواو فى هذين تقلب باء؛ لوقوعها ساكنة إثر همزة الوصل المكسورة، تقول: «إيجل، إيهل، إيغر» بكسر العين عند عقيل، وفتحها عند غيرهم.
  وتقول فى أمر المحذوف الفاء: «رث، وثق، وفق، وعم، وصل،
= تحذف الواو من مضارعه، تقول: «يوعد، ويوصف، ويورث، ويوعم» بضم حرف المضارعة وفتح ما قبل الآخر.
(١) اعلم أن كثيرا من العلماء يذهب إلى أن سقوط الواو فيما عدا «يطأ ويسع» جاء موافقا للقياس، مدعيا أن أصل هذه الأفعال جميعها مكسور العين على مثال «يضرب» وقد حذفت الواو للياء المفتوحة والكسرة، وبعد الحذف فتحوا العين استثقالا لاجتماع الكسرة وحرف الحلق، واستصحبوا الأصل بعد فتح العين فلم يعيدوا الواو، أما «يطأ، ويسع» فهما شاذان إجماعا؛ لأن ماضيهما مكسور العين، فقياسه فتح عين المضارع، وأما «يذر» فمحمول على «يدع» لأنه بمعناه.