الفصل الرابع: في المثال واحكامه
  وعد، وصف» وتقول أيضا: «ذر، وسع، وطأ، ولع، وهب، ودع، وزع، ولغ».
  وإنما حذفت الواو فى الأمر مع عدم وجود الياء المفتوحة - حملا على حذفها فى المضارع؛ إذ الأمر إنما يقتطع منه.
  (تنبيهان): الأول: إذا كان مصدر الفعل المثال الواوىّ على مثال «فعل» - بكسر الفاء - جاز لك أن تحذف فاءه(١)، وتعوّض عنها التاء بعد لامه، نحو «عدة، وزنة، وصفة» وتعويض هذه التاء واجب: لا يجوز عدمه عند الفراء، ومذهب سيبويه - |! - أن التعويض ليس لازما، بل يجوز التعويض كما يجوز عدمه(٢)، تمسكا بقول الفضل بن العباس:
  إن الخليط أجدّوا البين فانجردوا ... و أخلفوك عد الأمر الّذى وعدوا
  الثانى: إذا أردت أن تبنى على مثال «افتعل» من المثال الواوىّ أو اليائىّ لزمك أن تقلب فاءه تاء، ثم تدغمها فى تاء افتعل، ولا يختص ذلك بالماضى، ولا بسائر أنواع الفعل، بل جميع المشتقات وأصلها فى ذلك سواء، تقول: «اتّصل، واتّعد، واتّقى، يتّصل، ويتّعد، ويتّقى، اتّصل، واتّعد، واتّق، اتّصالا، واتّعادا، واتّقاء؛ فهو متّصل، ومتّعد، ومتّق - إلخ»، وتقول: «اتّسر، يتّسر، اتّسارا - إلخ».
  والأصل «اوتصل» فقلبت الواو تاء فصار «اتتصل» فلم يكن بدّ من الإدغام، لوقوع أوّل المتجانسين ساكنا، وثانيهما متحركا، وكذا الباقى.
(١) وشذ الحذف مع التعويض فى غير المصدر، نحو «رقة - اسم للفضة، وحشة - اسم للأرض الموحشة - وجهة - اسم للمكان الذى تتوجه إليه»
(٢) بشرط ألا يقصد بالمصدرين بيان الهيئة.