شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك،

ابن عقيل (المتوفى: 769 هـ)

الفصل الخامس: في الأجوف واحكامه

صفحة 628 - الجزء 2

  ونحو «انقاد، وانداح، وانماح، وانماع»⁣(⁣١)، ونحو: «استقام، واستقال، واستراح، واستفاد»⁣(⁣٢).

  وقد وردت كلمات على صيغة «أفعل» وكلمات أخرى على صيغة «استفعل» مما عينه حرف علة من غير إعلال، من ذلك قولهم: «أغيمت السماء، وأعول الصبىّ، واستحوذ عليهم الشيطان، واستنوق الجمل، واستتيست الشاة، واستغيل⁣(⁣٣) الصبىّ، وقال عمر بن أبى ربيعة:

  صددت فأطولت الصّدود؛ وقلّما ... وصال على طول الصّدود يدوم

  وقد اختلف العلماء فى هذا ونحوه؛ فذهب أبو زيد والجوهرى إلى أنه لغة فصيحة لجماعة من العرب بأعيانهم⁣(⁣٤) وذهب كثير من العلماء إلى أن ما ورد من ذلك شاذ لا يقاس عليه، وفرق ابن مالك بين ما سمع من ذلك وله ثلاثى مجرد - نحو «أغيمت السماء»، فإنه يقال «غامت السماء» فمنع أن يكون التصحيح فى هذا النوع مطردا، وما ليس له ثلاثى مجرد - نحو «استنوق الجمل» - فأجاز التصحيح فيه⁣(⁣٥).


(١) أصل «انقاد» ونحوه: انقود - على مثال انكسر - وقعت الواو أو الياء متحركة مفتوحا ما قبلها، فلزم قلبها ألفا، فصار «انقاد» فالإعلال فى هذه الصيغة بالقلب وحده.

(٢) أصل استفاد ونحوه: استفيد - على مثال استغفر - فنقلت حركة حرف العلة إلى الساكن قبله، ثم قلب حرف العلة ألفا كما فى أقام؛ فالإعلال فى هذه الصيغة بالنقل ثم بالقلب.

(٣) أى: شرب الغيل - بفتح فسكون - وهو لبن الحامل.

(٤) أى: فيجوز على لغتهم قياس ما لم يسمع على ما سمع.

(٥) والذى نذهب إليه ونرى أنه موافق لما وردنا من لغات العرب، وإن لم نجد أحدا من العلماء ذكره صراحة - هو أن مسألة نقل حركة حرف العلة إلى الساكن