الفصل الخامس: في الأجوف واحكامه
  ونحو «انقاد، وانداح، وانماح، وانماع»(١)، ونحو: «استقام، واستقال، واستراح، واستفاد»(٢).
  وقد وردت كلمات على صيغة «أفعل» وكلمات أخرى على صيغة «استفعل» مما عينه حرف علة من غير إعلال، من ذلك قولهم: «أغيمت السماء، وأعول الصبىّ، واستحوذ عليهم الشيطان، واستنوق الجمل، واستتيست الشاة، واستغيل(٣) الصبىّ، وقال عمر بن أبى ربيعة:
  صددت فأطولت الصّدود؛ وقلّما ... وصال على طول الصّدود يدوم
  وقد اختلف العلماء فى هذا ونحوه؛ فذهب أبو زيد والجوهرى إلى أنه لغة فصيحة لجماعة من العرب بأعيانهم(٤) وذهب كثير من العلماء إلى أن ما ورد من ذلك شاذ لا يقاس عليه، وفرق ابن مالك بين ما سمع من ذلك وله ثلاثى مجرد - نحو «أغيمت السماء»، فإنه يقال «غامت السماء» فمنع أن يكون التصحيح فى هذا النوع مطردا، وما ليس له ثلاثى مجرد - نحو «استنوق الجمل» - فأجاز التصحيح فيه(٥).
(١) أصل «انقاد» ونحوه: انقود - على مثال انكسر - وقعت الواو أو الياء متحركة مفتوحا ما قبلها، فلزم قلبها ألفا، فصار «انقاد» فالإعلال فى هذه الصيغة بالقلب وحده.
(٢) أصل استفاد ونحوه: استفيد - على مثال استغفر - فنقلت حركة حرف العلة إلى الساكن قبله، ثم قلب حرف العلة ألفا كما فى أقام؛ فالإعلال فى هذه الصيغة بالنقل ثم بالقلب.
(٣) أى: شرب الغيل - بفتح فسكون - وهو لبن الحامل.
(٤) أى: فيجوز على لغتهم قياس ما لم يسمع على ما سمع.
(٥) والذى نذهب إليه ونرى أنه موافق لما وردنا من لغات العرب، وإن لم نجد أحدا من العلماء ذكره صراحة - هو أن مسألة نقل حركة حرف العلة إلى الساكن